آخر أيّام نجيب ميقاتي الحكوميّة

هل يعرف الملياردير نجيب ميقاتي ما يُكتب عنه على مواقع التواصل الاجتماعي؟ لا، على الأرجح. لو قَدّر، مثلاً، ما سيخلّفه قرار “التوقيت” من تداعيات، هل كان ليتّخذه؟ ثمّ، ألا يشبع الرجل، وهو المتصدّر مع شقيقه لائحة “الأغنى” في لبنان، من الصفقات، وآخرها مبنى المطار؟

يمكننا أن نطرح عدداً كبيراً من الأسئلة المشابهة عن ميقاتي. كاد الرجل أن يدخل البلد في حربٍ أهليّة، ومع ذلك استمرّ على عناده ولم يتراجع. قد يتراجع اليوم، ولكنّ ذلك لن ينفي سقوطه أمام الرأي العام.

والحقيقة أنّ ميقاتي يرأس حاليّاً آخر حكومة في مسيرته السياسيّة. هو مرفوض من كتلٍ نيابيّة كثيرة. وهو “سقط” في الشارع المسيحي بعد فعلته الأخيرة. وهو ساقط سنيّاً أصلاً، حتى أنّه عاجز عن زيارة مدينته طرابلس.

وما يُسرّب من مواقف سعوديّة عن المرحلة المقبلة يؤكّد أنّ ميقاتي خارج الحسابات السعوديّة، خصوصاً أنّ مسؤولين سعوديّين أكدوا مراراً أنّهم لن يتعاملوا مع رئيس حكومة تحوم حوله شبهات فساد.

يعني ما سبق أنّ ميقاتي يعيش آخر أيّامه الحكوميّة، وستزداد الدعوات الى اعتكافه. وحين تُشكّل حكومة جديدة، عاجلاً أم آجلاً، لن نقف حتماً في صفوف المتأسّفين على رحيله. قد لا يقف أحدٌ أصلاً…

Exit mobile version