أسئلة كثيرة معقدة في دائرة صيدا – جزين

أسئلة وتساؤلات كثيرة متشعبة ومعقّدة أحياناً، تكاد لا تعدّ ولا تحصى، ستظلّ تقضّ مضاجع المرشّحين في دائرة (الجنوب الأولى) صيدا – جزين وتشغل بال الناخبين، فرضتها وأوجدتها تبدلات في المواقف والخيارات لدى بعض القوى الفاعلة والمشاركة في العملية الانتخابية، وصعوبة التحالفات بين المرشّحين، وتأليف اللوائح لدى البعض الآخر، وانكفاء وعزوف قوى فاعلة ومؤثرة جداً عن المشهد الانتخابي برمّته، أكان ترشّحاً أم اقتراعاً.

كلّ هذه الأسئلة وغيرها ستجيب عنها من دون أدنى شكّ أو مواربة نتائج فرز أصوات الناخبين في صناديق الاقتراع البالغ عددها الإجمالي في الدائرة 129 ألفاً و229 صوتاً، منها 67 ألفاً و109 آلاف في صيدا، و62 ألفاً و120 صوتاً في جزين، مسجّلين على لوائح الشّطب.

الأسئلة التي يريد الجميع إجابة صحيحة عنها.

أهم الأسئلة والتساؤلات، التي ينتظر الجميع معرفة الإجابة عنها بشكل صحيح، تتعلّق بصحّة أو خطأ استطلاعات الرأي العام ودقّة حسابات الماكينات الانتخابية، وشكل ومضمون التحالفات بين المرشّحين واللوائح المتنافسة، وانعكاس تبدّل المواقف والخيارات التي اعتمدها البعض عن سابق تصوّر وتصميم أو نتيجة ظروف وأوضاع فرضت عليهم، والأهمّ أيضاً معرفة قوّة وحجم القوة المقاطعة أو الصوت المتفرّج تضامناً وانسجاماً مع قرار الرئيس سعد الحريري، وتحديداً مع النائبة بهية الحريري في صيدا.

ونتائج فرز أصوات الناخبين ستحسم الجدل نهائياً حول القرار الذي اتّخذه أسامة سعد وعبد الرحمن البزري بالترشّح تحت شعار قرار صيدا الوطني المستقلّ، وبرفض أي تنسيق أو تحالف مع أحزاب السلطة، خصوصاً الثنائي الشيعيّ والتيار الوطني الحرّ وحزب القوات اللبنانية، وعمّا إذا كان قرارهما صائباً أو خاطئاً؛ وهل كان ترشّح يوسف النقيب بطلب من الرئيس فؤاد السنيورة وعدم رضى أو موافقة من النائبة بهية الحريري على لائحة مدعومة بقوّة من القوات اللبنانية في محلّه، أو أن له آثاراً وتداعيات إيجابيّة أو سلبيّة على الحريري والسنيورة والنقيب في استحقاقات مقبلة.

وهل اختيار التيار الوطني الحرّ مرشّحين من صيدا على لائحته، أحدهما ينتمي إلى حزب البعث العربي الاشتراكي، والثاني يوصف بأنّه متشدّد إسلامياً، منذ انفصاله عن قيادة الجماعة الإسلامية في صيدا، سيُضعف لائحته؟

وهل كان خيار الرئيس نبيه بري بترشيح نبيل الزعتري إلى جانب المرشّح إبراهيم عازار المدعوم منه بقوة في جزين يُفيد أم العكس صحيح، علماً بأن بري كما التيار الوطني الحر فشلا، أو بالأحرى لم يتمكّنا من التوصّل إلى أيّ تفاهم أو توافق مع مرشّحين تقليديين أو نافذين في صيدا.

وأخيراً، هل يتمكّن المرشّحون باسم قوى الحراك والانتفاضة وائتلاف 17 تشرين، والذين لم يتوحّدوا، أو يتمكّنوا من تشكيل لائحة واحدة، بدل ثلاثة لوائح، من حصد نسبة أصوات ترضيهم، ويفخرون بها، أم سينالون أصواتاً ستُصيبهم بالإحباط وتشعرهم بالخجل؟

نهار الاحد تتوضّح صورة المشهد

لا شكّ في أن المشهد الانتخابي في صيدا سيكون باهتاً نهار يوم غد الأحد في حال تبيّن أن الصوت المتفرّج والمقاطع تغلّب على الصوت المتحمّس والمقترع، والعكس صحيح أيضاً، في حال تغلّب الصوت المتحمّس والمقترع على الصّوت المتفرّج أو المنكفئ؛ وهذا الوضع متعلّق بجزء منه بمدى قدرة يوسف النقيب ونجاحه في إقناع جمهور تيار المستقبل والكتلة الشعبية الواسعة للنائبة بهية الحريري على المشاركة وعدم المقاطعة، وأيضاً على صحّة ما تردّد عن توصّله إلى اتفاق مع الجماعة الإسلامية بعد انسحاب مرشّحها بسّام حمود من المعركة، ومدى التزام قاعدة الجماعة بالاقتراع والتصويت للنقيب ولائحته المدعومة من القوات اللبنانية، كما أنّه لم يتأكّد أو يُعرف بعد صحّة ومصداقيّة المعلومات التي يتداول بها مقرّبون من البزري عن عودة العديد من العائلات الصيداوية إلى حضن بيت البزري كما كانت أيام النائب المرحوم نزيه البزري، بسبب عزوف بهية الحريري عن الترشّح.

وممّا لا شكّ فيه أيضاً أنّ التنافس على الفوز بالمقعدين السنيّين في صيدا محصور بـ4 أسماء فقط، أسامة سعد وعبد الرحمن البزري ويوسف النقيب ونبيل الزعتري.

وفي جزين التنافس على أشدّه بين القوى الحزبية المتخاصمة والمتحالفة في آن معاً.

وفي جزين، يبدو أنّ الوضع صعب ومعقّد، وقد لا يخلو من مفاجآت ستكون سارّة ومفرحة للبعض، وأليمة وحزينة للبعض الآخر، والتنافس سيكون محموماً جداً، وعلى أشدّه، خصوصاً بين القوى الحزبية: التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، ومعهما الحلفاء، خصوصاً الثنائي الشيعي والأحزاب المسيحية، فضلاً عن المرشّحين في صيدا. ثلاثة لوائح رئيسية ستتنافس بقوة للفوز بمقعدين للموارنة، ومقعد واحد للروم الكاثوليك، وهي لائحة التيار الوطني الحر، وثانية مدعومة من القوات اللبنانية، وثالثة مدعومة من الرئيس نبيه بري؛ الأولى وصلت كما ذكرنا إلى طريق مسدودة في عقد تحالفات مع مرشّحين نافذين في صيدا، ووقعت فيها خلافات شخصيّة داخل البيت الواحد، ثم ظهرت إلى العلن بين المرشّحين على نفس اللائحة، زياد أسود وأمل أبو زيد، الذي جاهر علناً بسحب ترشّحه وتهجّمه على زميله أسود، ممّا استدعى تدخّلاً سريعاً من رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطنيّ الحرّ، لمعالجة الأمر وإعادة الأمور إلى طبيعتها بين الرّجلين، وإن على مضض.

واللائحة الثانية المدعومة من القوات اللبنانية يتركّز جهدها وتحرّكها في المنطقة على تعبيد الطريق لتكون سالكة وآمنة أمام فوز المرشّحة عن المقعد الكاثوليكيّ في جزين غادة أيوب، ولتجيير الصوت التفضيلي للمرشّحين عن المقعدين المارونيين في جزين إلى أيوب، إضافة إلى مدّ يد العون والمساعدة للمرشّح على اللائحة عن المقعد السني في صيدا يوسف النقيب. وفي حال حصول اللائحة على حاصل أو أكثر، سيكون فوز أيوب مؤكّداً. وإذا تمكّن النقيب من الحصول على نحو 5 آلاف صوت، فإن احتمال فوزه يبقى وارداً بقوّة.

ويبقى أنّ القرار الواضح والمعلن للحزب لم يُعلن أو يُعرف حتى الآن، فيما السؤال المطروح هو هل يطلب الحزب إلى جميع محازبيه، كما الرئيس بري في جبل الريحان وصيدا، الاقتراع لمصلحة عازار وسكاف في جزين والزعتري في صيدا، أم أن الحزب سيقوم بتوزيع أصوات محازبيه لصالح أمل أبو زيد وسليم الخوري المرشّح عن المقعد الكاثوليكي في جزين، بهدف إضعاف حظوظ أيوب، وقطع الطريق أمام وصولها إلى قبّة البرلمان اللبناني كمرشّحة باسم القوات اللبنانية عن دائرة صيدا – جزين، إلا أن هذا القرار إذا ما اتّخذه الحزب قد ينعكس سلباً على المرشّح عازار المدعوم من بري، خصوصاً مع الحديث عن شعبيّة عازار التي تراجعت مؤخّراً في جزين عمّا كانت عليه في انتخابات العام 2018.

كذلك يتحدّث البعض عن سيناريو قد يلجأ إليه الحزب، بالتفاهم مع الرئيس بري، ويرتكز على حشد وصبّ كلّ الأصوات المحسوبة على الحزب وحركة أمل في جزين وصيدا للائحة واحدة فقط، إمّا للائحة التيار وإما للائحة عازار وسكاف والزعتري بما يضمن وصول مرشّح على الأقلّ عن المقعد الماروني، ويُعزّز من احتمال فوز المرشّح عن المقعد الكاثوليكي، وربما أيضاً فوز المرشّح عن المقعد السنيّ في صيدا.

زر الذهاب إلى الأعلى