في ظلّ نيران أسعار المحروقات التي تجاوزت المليون ونصف المليون ليرة لبنانيّة للصفيحة الواحدة، أصبح التنقّل في لبنان باهظ الثمن و”يُحسَب له ألف حساب”، إلّا إذا… وُجِدَ بديل!
وفي حين أنّ بعض اللبنانيّين لجأ إلى الدراجات الناريّة لتحرّكاته اليوميّة، استبدلت نسبةٌ أخرى منهم سيّاراتها التقليديّة بسيّارات كهربائيّة بغية تفادي “وجعة راس” المحروقات وتكاليفها. ولكن، هل السيّارات الكهربائيّة أو الهجينة، أي التي تعتمد على حدٍّ سواء على المحروقات والكهرباء، هي فعلًا الحلّ لجيبة المواطن؟
فلنقارن بين هذين الاحتمالين:
النقطة الأولى لصالح السيارات الكهربائيّة أنّها معفاة من الضرائب الجمركيّة عند دخولها لبنان، ولا يتكبّد صاحبها إلّا ضريبة الـTVA. والفارق هنا يُؤخذ بالاعتبار مع بدء احتساب الدولار الجمركيّ على الـ٤٥ ألف ليرة.
ولكن، إذا كانت ميزانيّتك محدودة، فالاستثمار في سيّارة كهربائيّة أو هجينة قد يصعب في البداية. فوفق ربيع طعمه، وهو صاحب معرض سيّارات كهربائيّة، لا تقلّ كلفة سيارة كهربائيّة صغيرة عن الـ۱٤٠٠٠ دولار أميركيّ.
أمّا من ناحية الاستهلاك، فتستوعب السيّارات الكهربائيّة بين ۱٧ و٨٢ كيلوواطاً، وفي المحطّات التي توفّر تشريجها، يكلّف كلّ كيلوواط نصف دولار تقريبًا. طبعًا، تشريج سيّارة كهربائيّة على الطاقة الشمسيّة تكون كلفته أقلّ.
وكلّ كيلوواط، وفق السيارة ومواصفاتها، يؤمّن بين ٦ و٧ كيلومترات من القيادة.
أي أنّ ۱٠ كيلومترات في سيّارة كهربائيّة تكلّف تقريبًا ٠،٨٥ دولار. علمًا أنّ طرقات لبنان الجبليّة تسمح لهذا النوع من السيارات بـ “التشريج” نزولاً، حيث لا استهلاك يذكر.
في السياق، تؤكّد ميرلّا، وهي صاحبة سيّارة هجينة تشرّج نفسها من دوران إطاراتها، أنّ اختيارها كان صائبًا لأنّ سيّارتها “وفّيرة”.
لهذه الأسباب كلّها، أشار طعمه إلى أنّ هذا السوق يزدهر أكثر فأكثر في لبنان، لدرجة أنّه افتتح معرضًا خاصًّا للسيّارات الكهربائيّة.
إذًا، صحيحٌ أنّ هذا الجيل الجديد من السيارات يحتاج إلى أن نتكيّف بعض الشيء مع حاجاته حتّى يرضي أكثر حاجاتنا إلحاحًا. لكنّ مستقبل العالم المناخيّ قد يجبرنا على القيادة نحو المستقبل، في حين أنّ لبناننا لا يسير إلّا الى الوراء.