أعنف هجوم سعودي على الحريري
توقفت مصادر متابعة عند خطبة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في عيد الفطر يوم الاثنين، والتي حذّر خلالها من خطورة الامتناع عن المشاركة في الانتخابات النيابية وقوله ان “الامتناع عن المشاركة في الانتخابات هو الوصفة السحرية لوصول الفاسدين السيئين إلى السلطة”، وان “الانتخابات النيابية هي فرصة أمامنا للتغيير، فليكن تغييراً نحو الأفضل، باختيار الأصلح والمشاركة الفعلية الكثيفة”.
وما تلاها من رد مباشر من قبل “تيار المستقبل” تولاه مُنسّق عام الإعلام في التيار عبد السلام موسى على حسابه عبر “تويتر”، كاتِبًا: “ترى قيادات وشخصيات عدة أن عدم المشاركة في الانتخابات تؤدي الى تسليم “الحزب” زمام الامور في البلاد، ونحن نرى مع قطاع واسع من المواطنين في كل المناطق أن المشاركة ستؤدي الى تأمين غطاء شرعي لـ “الحزب” يبحث عنه في صناديق الاقتراع”.
وتابعت المصادر ان فتح هواء قناة “العربية” المملوكة من السعودية لعدد من المحللين السياسيين والمرشحين السنة للانتخابات النيابية أمس الثلاثاء لمهاجمة الرئيس سعد الحريري بشكل عنيف وغير مسبوق ليس بريئاً وهو موحى به من قبل القيادة السعودية في رد صارخ على تحدي الرئيس الحريري لها”.
ويتوقع ان ترتفع وتيرة الهجوم على الرئيس الحريري في الايام المقبلة في حال استمر العناد “المستقبلي”.
وأشارت المصادر الى أن السعودية احترمت خيار الرئيس الحريري بالعزوف عن المشاركة في الاستحقاق النيابي والذي اتخذه دون العودة اليها ودون تمني او ضغوط منها، ولكنها لن ترضخ لتحدي الرئيس الحريري لها.
وتتطلع القيادة السعودية الى ان يختار أبناء الطائفة السنية قياداتهم الجديدة دون ترهيب ولن ترضى بمعادلة “يا لعيب يا خريب” في إشارة الى رغبة حريرية في تخريب المشاركة السنية في حال لم تكرس السعودية زعامته في لبنان.
وأكدت المصادر ان السعودية لم تتدخل في تفاصيل تشكيل اللوائح من قبل القيادات السنية التي قررت المشاركة في الانتخابات وقد حملت بعض اللوائح وبخاصة في بيروت شخصيات سنية على خلاف شخصي مع المملكة، ودلالة عدم التدخل السعودي هو رغبة صادقة في قياس مزاج الشارع السني بعد خروج الرئيس الحريري من المشهد.
وختمت المصادر بتخوفها من تداعيات الكباش بين القيادة السعودية والحريري على واقع “تيار المستقبل” في الحياة السياسية اللبنانية، وعلى اعمال الرئيس الحريري في دولة الامارات، والتي لن ترضى المملكة بأن يتحول “بزنس” الحريري هناك الى رافد مالي يستخدم في كسرها في لبنان.