بالنّسبة لي الرّصاصة هي ممرّي إلى المحبة الوضاءة، وليست مقتلي، فالرّصاصة الّتي ستخترق رأسي ككاتب، تفتح الأبواب لكتبي ومقالاتي وأفكاري على الحياة.
قد أرتجف لحظة تسديد طلقة إلى عيوني، وقد أظلّ ثابتًا، لا أدري، قد أبول على نفسي خوفًا ليس لأنّي جبان، بل لأنّي بشر يحب الحياة، يحبّ أهله وأصحابه، وبلده.
لكنّي سأحاول أن أتماسك، لأظلّ أشبه نصوصي.
فالموت ليس منفى، إنّه مجرّد مسافة بيننا وبين الأهل الأحبّة، مسافة تجعلهم يفتّشون عنّا في ما تركنا لهم.
هناك على شفة تلك الرّصاصة، ستنقش أبجديتي ألواحًا خالدة، تؤرّق اليد الّتي لقّمت السلاح، والإصبع الّتي ضغطت على الزّناد.
وتؤرّق العقل الّذي ظنّ أنّ الموت ينتصر.
لا مهزوم في الحياة كالقاتل، ولا منتصر كالّذين قالوا ما دفع الطّلقة إلى رؤوسهم، فالحرف أشدّ قتلًا من الرّصاص في عقول المجرمين.
يبقى أنّ حماقة القتلة، تنسيهم أنّ عقل القاتل على بوز الرّصاصة، وأن عقل الضّحية خالدًا على أذهان الشّاربين من أقواله نصًا وكتابًا.
جبران التّويني لم يمت، بل إنّه هناك يؤثّث لمجد كلّ الّذين ضاقت بعقولهم فضاءات الرّصاص.