أهالي شهداء إطفاء بيروت: انتخبوا من أجل أبنائنا ضد “الحزب”
لا يسترضون أحداً، ولا يهابون أحداً. هم من الثابتين. يعرفون توجهاتهم. كغيرهم، يهتمون ببرامج انتخابية سياسية واقتصادية مفيدة لمصلحة لبنان والمواطن فيه، لكنّ أيّ تغيير لن يُحتسب تغييراً إذا لم يبدأ من 4 آب 2020.
هم أهالي شهداء مرفأ بيروت، أو تحديداً أهالي شهداء فوج الإطفاء. هم الذي فقدوا وطناً كان داخل قلبهم وبيتهم. حربهم لا ولن تتوقف، تحت أي ظرف أو حساب. غيرهم يمكن ان ينسى أن أُذلّ ونُهب وانتُهك، لكنّهم لا ينسون. هم لا يستطيعون ولا يجرؤون على النسيان.
لم تنته الحرب بالنسبة لهم، هي بدأت، وستكون حرباً ضروس بوجه كل من يحاول إعاقة التحقيق في تفجير مرفأ بيروت. وهذا التحقيق لمن لم ولا يريد أن يعلم، بات مقدساً، ليس لأنّ العدالة وموجباتها تستوجب ذلك، بل لأن فيها مات ابناً وابنة وأباً وشقيقاً وأحباءْ
من هنا، تأخذك الذاكرة في هذه المحطة المفصلية من تاريخ لبنان، إلى الدور أو الكلمة التي سيقولها أهالي الشهداء من خلال صناديق الاقتراع، فهي أكثر الكلمات تعبيراً وصدقاً عن مشروع لبنان الجديد.
هم سيشاركون في العملية الانتخابية، لا بل هم يحرّضون من قرّر المقاطعة على المشاركة. ماكيناتهم الانتخابية هي تصميمهم وإرادتهم وحركتهم التي لا تهدأ في كل المناطق التي يوجدون فيها. يقولون: “انتخِبوا من اجل شهدائنا. انتخبوا من اجل أبنائنا. من اجل مشروع العدالة والحق في لبنان، ومن اجل أن يبقى لبنان”. لبنان همّهم لأنهم الجزء الأنظف فيه، وشهداؤهم هم الجزء الأنقى فيه.
يقولون بإجماع، اتفقنا على المشاركة بقوة، والاقتراع للوائح التغيير، أينما وجد هذا التغيير، أكان حزباً أو حراكاً، لا فرق، المهم اننا سنصوّت ضد “الحزب”، وضد كل لائحة تحمل مرشحاً أو حليفاً له. سنصوّت ضد من قتل أبنائنا.
ايلي ملاحي، والد الشهيد رالف ملاحي، يقول لـ”النهار”: “توجهاتنا كعائلة معروفة، نحن سنصوّت للمرشح ميشال فلاّح في بيروت الثانية، سنصوّت قوات لبنانية”.
وليم نون، شقيق الشهيد جو نون، يقول بدوره لـ”النهار”: “نقوم بحملات لتشجيع الناس على الانتخاب، وأكيد أننا لن نقاطع. توجهنا واحد. سنصوّت ضد كل من يساهم في عرقلة ودفن التحقيق. نحن لدينا انتماءات مختلفة، ولا يهم، أكانوا أحزابا او مستقلين، المهم التصويت سيكون ضد “الحزب”، وكل من شارك في إسقاط القوانين التي تسهّل عملية التحقيق”.
الهم، بحسب نون، وكل الأهالي، وصول نواب يتعاطفون مع قضيتهم، ويعملون على طرح القوانين التي تفيد هذه القضية، وفي أساسها القانون المتعلق بطلبات الردّ. من هنا، ويلخص نون مطالبهم، ببنود ثلاثة:
1- استقلالية القضاء.
2- رفع الحصانة عن الجميع من دون تمييز.
3- البت بقانون طلبات الردّ أمام القضاء.
ظلم كبير يشعر به أهالي شهداء المرفأ. ففي زمن الحرب، أن تخسر ولداً أو حبيباً أمر متوقع، لكن أن يذهب لك شهيدا في زمن السلم، وبطريقة غير متوقعة ومحسوبة، وبصمت إلى حدّ التواطؤ من مسؤولي ما يسمى بالدولة اللبنانية، أمر مرفوض. وبدل ان تقوم هذه الدولة برعاية شباب فوج الإطفاء، الذين يضعون “دمّن على كفّن”، ورفع الظلم عنهم، ها هم يتعرضون لأسوا أنواع الاذلال، فلا رواتبهم تحسنت، ولا معيشتهم تبدلت، ولا أوضاعهم في عملهم إلى تطور، وحتى الطبابة، هم يدخلون إلى المستشفيات، تُحجز بطاقاتهم، ويُمنعون من المغادرة، إلى حين الدفع ما يتوجّب على الدولة ان تدفعه.