في ظلّ التوتّر الإيراني – الإسرائيلي في المنطقة، خصوصاً مع تعثّر الوصول إلى اتفاق نهائي في “محادثات فيينا” حتّى اللحظة، توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أمس بضرب من يُهاجمون إسرائيل ومن يقفون خلفهم، قائلاً: “لن نضرب من يُهاجموننا فقط من الإرهابيين، وإنّما من يُرسلونهم أيضاً، وإن كانوا على بُعد 1000 كيلومتر”.
ونقل متحدّث عن بينيت قوله: “لقد ولّى عصر الحصانة التي كان يتمتّع بها صنّاع الإرهاب”. واعتبر أن بلاده “تخوض حرباً ضدّ عدو لئيم يطمع في الموت… ولا يتوانى عن السعي إلى تدمير حياة مواطني إسرائيل، بدلاً من بناء حياتهم ومستقبلهم”، معرباً عن استعداد تل أبيب لمواجهة محتملة إذا اضطرّت لذلك، وقال: “نحن جاهزون ومدربون لنضرب العدو ضرباً قاسياً وقاطعاً”.
توازياً، كشف مسؤول إسرائيلي كبير أن الولايات المتحدة وإسرائيل تبحثان سُبل ممارسة المزيد من الضغط على إيران في حال عدم العودة قريباً إلى الإتفاق النووي المبرم العام 2015.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ونظيره الإسرائيلي إيال حولاتا، أجريا مشاورات مع عدد من كبار المسؤولين الآخرين في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، ركّزت إلى حدّ كبير على إيران، وفق ما نقل موقع “أكسيوس” الإخباري.
وأشار إلى أن المشاورات تناولت التحضير لاحتمال عدم العودة إلى الإتفاق النووي مع إيران، لافتاً إلى أن المستشارَيْن ناقشا كيفية الضغط على طهران دون دفعها إلى تصعيد برنامجها النووي وتخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المئة، وهو المستوى المطلوب لصنع قنبلة نووية.
كما ذكر أن إسرائيل تُعارض مسودة الإتفاق الحالي في شأن عودة واشنطن إلى الإتفاق النووي، لكن حولاتا وسوليفان ناقشا سُبل ممارسة الضغط على إيران “ليوضحا للقيادة في طهران أنها بحاجة إلى اتفاق، مع إعطاء الولايات المتحدة في الوقت عينه ميزة الحصول على اتفاق أفضل إذا استؤنفت المحادثات النووية”.
كذلك، لفت المسؤول الإسرائيلي إلى أن بلاده اقترحت عدّة سُبل لفرض ضغوط على طهران، من بينها تبنّي قرار للوم الجمهورية الإسلامية خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حزيران وزيادة الردع العسكري الأميركي في الشرق الأوسط.
وعلى صعيد آخر، دوّت صفّارات الإنذار مساء الثلثاء وصباح أمس في مختلف أنحاء إسرائيل، إيذاناً ببدء فعاليات “يوم الذكرى” الذي أحيت فيه الدولة العبرية ذكرى عسكرييها والمدنيّين الذين قُتِلوا في هجمات. وعلى وقع دويّ صفّارات الإنذار وقف الإسرائيليون دقيقة صمت شُلّت خلالها حركة المرور على الطرقات، بينما كانت أعلام الدولة العبرية منكّسة.
وبحسب بيانات تُصدرها وزارة الدفاع سنوياً بمناسبة هذا اليوم، فإنّ إجمالي عدد عناصر قوات الجيش والشرطة وسائر الأجهزة الأمنية الذين قُتِلوا “أثناء أدائهم الواجب”، بلغ 24068 منذ العام 1860، السنة التي تعتبر الدولة العبرية أنّها شهدت أوّل نزاع إسرائيلي – فلسطيني عندما أسّس يهود أوّل حيّ خارج أسوار البلدة القديمة في القدس. كما أحصت وزارة الخارجية الإسرائيلية مقتل 4216 مدنيّاً في هجمات.