إسرائيل تخترق حصون الممانعة
كان بإمكان إسرائيل أن تغتال إسماعيل هنيّة في مقر إقامته في العاصمة القطريّة، التي يتنقّل فيها مطمئن البال وبدون تدابير أمنية تُذكر. إلا أن قرار اغتياله في طهران، بالتزامن مع اغتيال فؤاد شكر في ضاحية بيروت، وكل التعقيدات الأمنية والاستخبارية، هي لتوجيه رسالة واضحة إلى النظام الإيراني، مفادها أن يد إسرائيل طويلة وقادرة، وأن زمن الإفلات من الموت المحتوم قد ولّى…
إنما يبقى ذات السؤال: مَن الذي زوّد إسرائيل بالمعلومات الدقيقة حتى نجحت في اغتيال كل من محمد الضيف، فؤاد شكر، وإسماعيل هنيّة؟ وقبلهم عماد مغنية وغيرهم كُثر…
الجواب بغاية الوضوح، إما أتت المعلومات عبر العنصر البشري، وإما عبر تقنيّات وأجهزة رصد وغيرها. وفي الحالين، أثبتت الأذرع الإيرانية فشلها الذريع على هذا المستوى بحيث لم تتمكن من اصطياد أي مسؤول إسرائيلي رفيع رداً على كل هذه الاغتيالات، فكل ما تقوم به هو قصف مزارع أو أراض زراعية أو أعمدة أو ملاعب…
بكلام آخر، أي رد لا يطال رئيس الأركان الإسرائيلي أو وزير الدفاع أو رئيس الحكومة أو أي مسؤول على هذا المستوى لا يكون رداً، بل غرساً للرؤوس في الوحول… وبالتالي ممانعة على مين… والسلام.