يا سيدي الصّبح الوحيد الّذي أدركه وطني؛ كان أنت.
فإن أردت أن تسلنا عن حالنا، فسأخبرك:
نحن لا زلنا ننتظر طيور حبّ، أطلقتها عيناك صوب الوطن.
مذ أبعدوك أبعدونا، وأزالوا من فوقنا سماءً، كانت تستقبل نداءات السّاعين إليك.
يا سيدي مذ توقّفت أنت عن مزاولة مهنة المطر، ما عاد في بيادرنا حريًة، ولا أدركت زرعَنا سنابلُ الضياء، وإلى اليوم حوض حبقنا يشتهي الندى.
لا زلتَ وإلى اليوم واقفًا على شرفات البال؛ تؤدّي شهادة الذين اشتهوا قيامة على كفيك.
تأتينا صلاةً غصّت بها أعناقُنا، كلّما هطلتَ على رجائنا أجنحةَ أملٍ؛ طيّرناه خلفك إلى مطارك البعيد.
في ذاكرتي ألف فقير ينتظر، وألف جائع ينتظر، وألف سجين ينتظر، وألف شهيد ينتظر، وألف صامت ينتظر.
فمتى يكون الوصول؟!
يا سيدي
إن أجمل الأعمار أقصرها انتظارًا، وأجمل الدّروب درب قادتنا إليك، وأجمل الموت موت يشبهك عن السّقوط.
أعلم أنّك ما كنت لتنسى، وتعلم أنّنا ما كنّا لنحيد!
لكنّنا وإن بقينا على مفارق انتظارك نسأل العائدين عنك، لن نبكيَ، لأنّنا أقسمنا أنّك الوطن، ودربك الوطن، ومثلك الوطن.
أحبك