لأنّ الصهيونية التي يعيبونها لم تقتل من العرب بقدر ما قتلت ممانعتهم في سوريا والعراق واليمن.
لأن الصهيونية التي يعيبونها لم تفسد حيث تحتل كما أفسدوا في الأرض.
لأن الصهيونية التي يسبونها لم تترك رفاة قتيل لها إلا و قد استردته وإن بعد خمسين عامًا.
في الوقت الذي قد تخلت ممانعتهم عن جثث قتلاه الذين خلفتهم في العراء، تأكلها الديدان والطير والأفاعي والغبار، وقد ولوا أسر ذويها الأدبار والآذان الطرشاء.
لم تعد الصهيونية بفضل وحشيتهم وإجرامهم مسبة ولا شتيمة، فقد تجاوزها بالدّم الذي أراقوه، والقبح الذي نشروه والفساد الذي افشوه، كل معايير العدائية والقتل.
لأن الصهيونية التي يجرمونها ونجرًمها لاحتلاها أرضنا بغير حق لم ترسل جيوشها كمرتزقة تقاتل من أجل قتلة الشعوب المقهورة في أوطانها.
لأن الصّهيونية التي يقبحونها لم تستخدم كاتم الصّوت ضدّ أبنائها، ولم تفجّر أجساد رؤساء دولتها وحكومتها ووزراءها ونوابها ومثقفيها، كما فعلوا ببشير الجميل ورينيه معوض ورشيد كرامة ورفيق الحريري وبيار الجميل وانطوان غانم ومحمد شطح ووليد عيدو ولقمان سليم وجبران التويني وغيرهم.
لأن الصّهيونية التي يدينونها لم تسقط طائرات جيشها، ولم تقتل طياريه وضباطه، كما قتلوا سامر حنا وفرنسوا الحاج والعميد شاهين.
لكل هذا ولأكثر منه أحبكما لأن أجمل ميزكما هي التصهين لأجل الوطن والأرض والدولة والسيادة.
أخير ولان الغدر والكذب والظلم والفساد والسرقة والارتزاق والعمالة باتت من شيم المقاومة والممانعة، إننا نتبرأ من كل تلك الشيم، ونقبل كل التّهم التي تدين من أحب الوطن كما تحبان.
وحيّ على الوطن