ما وثّقته كاميرات الإعلاميين أمس في بلدة يارون الحدودية في القطاع الأوسط من الجنوب، كان عيّنة من فيض المواجهات اليومية على طول الخط الفاصل بين لبنان واسرائيل. وفيما نجا عدد كبير من الإعلاميين من خطر القصف الإسرائيلي، كانت مناطق عدة مسرحاً لقصف الصواريخ والطائرات المسيّرة، ما أضاف خسائر بشرية ومادية جسيمة.
وفي موازاة ذلك، جاهرت إيران رسمياً بدورها كطرف مباشر في إبقاء مِرجل مواجهات الجنوب على نار متّقدة، ففي طهران نقلت «وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية» (أرنا) عن قائد قوة الجو الفضائية لـ «الحرس الثوري» الإيراني العميد أمير علي حاجي زادة قوله إنّ «رقعة الحرب اتسعت، ودخل لبنان في الصراع، ومن الممكن أن يتفاقم حجم الصراعات أكثر، والمستقبل غير واضح، لكن إيران مستعدة لكل الظروف». وأضاف «إنّ أحداً لا يمكنه أن يضمن السيطرة على الوضع ومنع اتساع الحرب أكثر، لأنّ المستقبل غامض للغاية».
في المقابل توجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى «الحزب» بتحذير جديد، مؤكداً: «سنرّد على النار بنيران أقوى بكثير». وقال: «هناك من يعتقد أنّ بإمكانه توسيع الهجمات ضد قواتنا وضد المدنيين، وهذا ما نعتبره لعباً بالنار». وأعلن أنّ اسرائيل «ستعيد الأمان إلى الشمال والجنوب، وستدمّر «حماس».
بدوره، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي أنه يجري تقييماً في القيادة الشمالية في صفد، متعهداً إعادة الأمن لسكان شمال إسرائيل، نظراً للهجمات الصاروخية المتكررة من «الحزب» والفصائل الفلسطينية المتحالفة معه. وقال: «نحن نستعد بوضع خطط عمل للشمال، ومهمتنا هي تحقيق الأمن. الوضع الأمني لن يبقى على هذا النحو بحيث لا يشعر سكان الشمال بالأمان للعودة إلى منازلهم». وأفاد الجيش الإسرائيلي أن هاليفي وافق على خطط العمل، وأمر القيادة الشمالية بالحفاظ على «مستوى عالٍ من الاستعداد».
على صعيد متصل، قال الموقع الرسمي لحركة «حماس» إنّ رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنية بحث هاتفياً مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «الأوضاع السائدة وضرورة وقف العدوان الإرهابي على غزة وسرعة إيصال المساعدات للأهل في غزة. وتم التأكيد على رفض أي انتقاص من الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني مع أهمية رفض أي عدوان على لبنان».
ومن الأمن المتصل بالجبهة الجنوبية نتيجة تداعيات حرب غزة، الى الأمن المتصل بقيادة الجيش من زاوية استحقاق نهاية ولاية العماد جوزاف عون، وقد بحث خلال استقبال رئيس مجلس النواب نبيه بري وفداً من كتلة «الجمهورية القوية». وبعد اللقاء صرّح رئيس الوفد النائب جورج عدوان أنّ بري «وعد بأنه سينتظر حتى نهاية الشهر فقط، لأنه يفضّل التمديد (لولاية قائد الجيش) في مجلس الوزراء». وقال: «إنّ بري وبعد آخر الشهر، سيعيّن جلسة نيابية ما لم تبت الحكومة قرار التمديد وسيكون الإقتراح الذي قدّمناه أول بند بين المشاريع المستعجلة، ونحن كتكتل سندرس كيفية التعاطي مع هذه الجلسة».
بدوره، كرّر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد استقباله أمس السفيرة الأميركية دوروثي شيا موقفه «الرافض لإسقاط قائد الجيش».
وعلمت «نداء الوطن» أنّ «القوات اللبنانية» تحاول «فتح كل الطرق» من أجل التمديد لقائد الجيش. وتشدّد في الاتصالات على وجوب تحقيق هذه الخطوة نتيجة «الشغور الرئاسي واندلاع الحرب في غزة وامتدادها الى لبنان الذي يعاني الانهيار المالي». وهي ترى أنه «لا يجوز التلاعب بعمود الاستقرار في لبنان».