صوّت البرلمان الأوكراني، الخميس، على قرار يوصّف أعمال الجيش الروسي في أوكرانيا ب”الإبادة الجماعية” بحسب حسابه على تلغرام.
وأشار النص الذي أقر بغالبية 363 صوتا إلى أن “أفعال روسيا تهدف إلى إبادة الشعب الأوكراني بشكل منهجي وحرمانه من حق تقرير المصير ومن تطور مستقل”.
ويتهم الكثير من القادة، بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن، فلاديمير بوتين بارتكاب “إبادة جماعية” في أوكرانيا، وهو موقف رحبت به كييف.
لكن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش امتنعوا عن استخدام هذا المصطلح.
وقال غوتيريش “الإبادة الجماعية معرّفة بدقة في القانون الدولي، وبالنسبة إلى الأمم المتحدة، نحن نعتمد على القرار القانوني الذي تتوصل إليه الهيئات القضائية المختصة”.
وبرر ماكرون الخميس قراره عدم استخدام عبارة “إبادة جماعية” فيما يتعلق بفلاديمير بوتين، معتبرا أن “التصعيد الكلامي” لن “يساعد أوكرانيا” وقد يدفع الغربيين إلى التدخل.
وأوضح الرئيس الفرنسي عبر إذاعة “فرنسا بلو” أنه تحدث صباحاً مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي اعتبر الأربعاء أن رفضه التنديد بـ”إبادة جماعية” في بلاده “مؤلم جداً” وقال إنهما سيتحدثان مرة أخرى مساء.
من جانبه، تحدث رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الأربعاء عن “إبادة جماعية” في أوكرانيا للمرة الأولى.
وقال في كيبيك ردا على سؤال من صحافيين حول التعبير الذي استخدمه الرئيس الأميركي “يمكننا التحدث أكثر فأكثر عن إبادة جماعية”.
وتابع ترودو الذي كان يرفض حتى الآن استخدام هذه الكلمة “رأينا هذه الرغبة بمهاجمة المدنيين واللجوء إلى العنف الجنسي كسلاح حرب، هذا غير مقبول بتاتا”.
والأربعاء كذلك، قال الكرملين أن اتهامات جو بايدن لنظيره الروسي فلاديمير بوتين بارتكاب “إبادة جماعية” في أوكرانيا “غير مقبولة”.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف “خلافنا قاطع ونعتبر هذه المحاولات الرامية إلى تشويه الواقع غير مقبولة”.
وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وحتى “الإبادة الجماعية”، كل هذه الاتهامات التي تتضاعف ضد القوات الروسية هي مفاهيم دقيقة جدا في القانون الدولي.
وهذه المفاهيم التي وُلدت في أعقاب الحرب العالمية الثانية بالتزامن مع إنشاء محكمة نورمبرغ الدولية لمحاكمة الجرائم النازية في قلب اختصاص المحكمة الجنائية الدولية (ICC) التي فتحت في الثالث من مارس تحقيقا في الوضع في أوكرانيا.
واستخدمت عبارة “الإبادة الجماعية” من وجهة نظر قانونية للمرة الأولى في محاكمات نورمبرغ للإشارة إلى تصفية اليهود.
وقد أصبحت بعد ذلك جزءا لا يتجزأ من القانون الدولي في 1948 بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية ومعاقبة مرتكبيها.
وتعرف الإبادة على أنها “جريمة تُرتكب بقصد تدمير مجموعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية بأكملها أو جزء منها”.