“الثنائي” لمرشحي “الثورة” في الجنوب: “العبوا برا!”

بالحجارة والشتائم والرصاص منعت عناصر حزبية مرشحي لائحة “معا للتغيير” في دائرة الجنوب الثانية صور والزهراني المدعومة من مستقلين و”حراك صور” من الوصول إلى مطعم الوادي في الصرفند حيث كان مقرر إعلان برنامجها الإنتخابي وسط مناشدات للجيش اللبناني للتدخل. قد تبدو هذه الممارسات من ركائز المعارك الإنتخابية التي تعود عليها اللبنانيون إلا أنها تعكس مدى القلق في صفوف الثنائي الشيعي من حراك المعارضين الصامتين الذين خرقوا بلوكات لوائح سلطة الأمر الواقع وارتفع منسوب الخشية من نيل قاعدة وازنة من الاصوات خصوصا مع تردد أصوات بأن هناك تجاوباً مع اقتراحاتهم، مقابل غياب الحماسة الشعبية عند ناخبي الثنائي وهذا ما يصعّب على “الثنائي الشيعي” ضبطه في إطاره.

ما حصل في الصرفند لم يعد خافيا على الرأي العام والظاهر أنه جاء على خلفية التماس مرجعيات العناصر المسلحة خطورة تجييش قوى التغيير للقواعد الشعبية بعدما فكروا أنها مجرد “غيمة عابرة”. ويشرح احد المرشحين على لائحة “معا للتغيير” لـ”المركزية” بأن ممارسات المسلحين ذاك اليوم، بدأت قبل وصول الموكب من مغدوشة بحيث قاموا بالإعتداء على مهندس الصوت وعمدوا إلى طرده بالقوة من القاعة كما تعرضوا بالضرب لعامل كان يهتم برفع يافطة للائحة داخل القاعة. وبعد التواصل مع مخابرات الجيش والتأكد من ضبط الأوضاع على الأرض انطلق الموكب الذي يضم مرشحي اللائحة بمواكبة أمنية. وعند الوصول إلى امام مطعم الوادي اعترضهم مسلحون كانوا يحملون أعلاما لحركة أمل وبدأوا برمي الحجارة على سيارات الموكب وعمدوا إلى إقفال الطريق بالحجارة والدواليب. وعلى رغم تراجع الموكب نحو الأوتوستراد في انتظار إعادة فتح الطريق من قبل عناصر الجيش لم تتوقف ممارسات المسلحين، بحيث عمد أحدهم إلى شهر مسدسه وتصويبه نحو أفراد الموكب الذي يضم مرشحين من اللائحة”وهذا يظهر بوضوح في الفيديو وعلى مرأى من القوى الأمنية المتواجدة في المكان. عندها فضلنا الإنسحاب والعودة إلى مغدوشة حفاظا على ارواح الناس”.

حتى اللحظة لم تعلن لائحة “معا للتغيير” في دائرة الجنوب الثانية عن الموعد الجديد لإطلاق برنامجها وفي هذا الإطار، يشير أحد المرشحين إلى أن القرار المتخذ من قبل أعضاء اللائحة هو بعدم تغيير الموقع الجغرافي أي من الصرفند، علما أن المسلحين أكدوا لنا “بأننا لا ننتمي إلى هذه المساحة الجغرافية وهي ملك الثنائي الشيعي” لكنهم مخطئون لأننا لن نستسلم ولن نتراجع”. وإذا سلمنا بجدية بيان كتلة التنمية والتحرير الذي أدانت فيه ما حصل في خراج بلدة الصرفند من ممارسات وإساءات طالت نشاطاً انتخابياً لإحدى اللوائح، وبرفع الغطاء عن اي مسيء مع التأكيد على وضعه في عهدة القضاء وحرصهم على انجاز الاستحقاق الانتخابي باجواء من الحرية والمنافسة الديمقراطية فماذا يمنع من إعلان اللائحة من الصرفند إلا إذا كان ما صدر في البيان مجرد كلام في السياسة أما الواقع على الأرض فيختلف. إذ ذاك فليسموا النواب بالتزكية والواضح أن هذا هو الهدف من ترهيبنا “.

قد تكون حماسة الناخبين وعدم تراجعهم عن التوجه إلى صناديق الإقتراع يوم 15 أيار لانتخاب مرشحي مجموعات المستقلين والثورة بدلا من بلوكات الثنائي الشيعي استفزت الحزب الذي أوكل إلى حركة أمل تولي “أمرهم” على الأرض. إلا ان حسابات مرشحي الثورة تختلف”فالناخب المستقل أمانة في اعناقنا ولن نسمح بإراقة نقطة دم في يوم الإنتخابات، لذلك نعول على قيادة الجيش والقوى الأمنية بتأمين حماية الناخبين الذين قرروا ان يخرجوا من عباءة الثنائي الشيعي في الجنوب ومن بوتقة أحزاب السلطة في كل الدوائر وسنثبت اننا على طريق الألف ميل للوصول إلى البرلمان واستعادة الدولة من زعماء الدويلات التي بنوها على ركائز السرقة والفساد والمحسوبيات الطائفية”.

كما في الجنوب كذلك في بيروت وباقي الدوائر. فممارسات تمزيق صور المرشحين ولافتات لوائح مرشحين مدعومين من المستقلين ومجموعات الثورة باتت في عهدة المرجعيات الأمنية والقضائية علما أن “الفاعلين” معروفون فهل باتت المعركة في وجه لوائح الثورة بدلا من بلوكات السلطة؟

Exit mobile version