التأمت الجمعية العامة الـ12 لمجلس كنائس الشرق الأوسط، في مركز لوغوس – المقر البابوي بدير الأنبا بيشوي في وادي النطرون، في مصر، للمرة الأولى منذ تأسيسه، بمشاركة الكنائس الأعضاء من العائلات الكنسية الـ4 التي يتألف منها المجلس: العائلة الأرثوذكسية الشرقية، العائلة الأرثوذكسية، العائلة الكاثوليكية، والعائلة الإنجيلية، بضيافة بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس البابا تواضروس الثاني.
وحضر الجمعية رؤساء المجلس: بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع مار اغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر، بطريرك الكلدان في العراق والعالم الكاردينال لويس روفائيل ساكو، رئيس الاتحاد الإنجيلي الوطني في لبنان القس الدكتور حبيب بدر، الأمين العام الدكتور ميشال عبس، رؤساء الكنائس الأعضاء أو ممثليهم وأعضاء اللجنة التنفيذية، إضافة إلى العاملين في المجلس وممثلي كنائس وهيئات مسكونية.
وقالت الجمعية في بيان: “نشكر الله الآب والابن والروح القدس، ونحمده لوفرة نعمه وعطاياه، إذ جمعنا في هذه الجمعية العامة لنصلي ونتشجع بحضوره في وسطنا، ونتقوى لنتابع شهادتنا لإيماننا في أرضنا، حيث ولد الرب يسوع ونشأ وترعرع وأتم تدبيره الخلاصي. وقد جاء ذلك بعد فترة عصيبة سببها تفشي وباء كورونا، وحال دون تمكننا من الاجتماع، فنعطي مؤمنينا نفحة رجاء في خضم المآسي والصعوبات”.
وشكرت “الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي استقبل البطاركة ورؤساء الكنائس”، مؤكدة “أن “الإخوة المسيحيين في كل الدول العربية هم جزء أصيل من نسيج المجتمع العربي بأسره”، مثمنة “الجهود التي يقوم بها فخامته من أجل السلام المجتمعي ومكافحة الإرهاب والعمل على بناء الجمهورية الجديدة”.
وشكرت لـ”أجهزة الدولة المصرية تعاونها واهتمامها بهذا الحدث”.
كما شكرت لـ”الكنيسة القبطية الأرثوذكسية استضافتها لأعمال الجمعية العامة، بمحبة وكرم، وكذلك الكنيسة الإنجيلية في مصر للمساهمة التي قدمتها لإنجاح أعمال الجمعية العامة”.
واشارت إلى أن “في الجلسة الافتتاحية، تحدث البابا تواضروس الثاني ورؤساء المجلس ورؤساء الكنائس أو ممثلوهم، والأمين العام، مؤكدين دعمهم لعمل المجلس ورسالته، وتمسكهم بشهادتهم المشتركة وتجذرهم في هذه البقعة من العالم رغم الظروف الصعبة”.
ولفتت إلى أنها “ناقشت تقارير الأمين العام والدوائر المختلفة للمجلس، وأثنت على الجهود المبذولة لتعزيز عمل المجلس. وتناولت شعار الاجتماع في مقاربتين لاهوتية واجتماعية – اقتصادية. كما بحثت في الشهادة المسيحية والعلاقات المسكونية، والدياكونيا والخدمة الاجتماعية، والتواصل والمناصرة، والحوار والتماسك الإجتماعي والتنمية المؤسسية والاستدامة”.
ودعت إلى “نبذ العنف والتعصب بكل أنواعه وأشكاله، ورفض التطرف والإرهاب والإقصاء والتمييز على أساس الدين والعرق واللون والجنس وغيرها، والتضامن مع المهمشين والمستضعفين واللاجئين والنازحين”، مناشدة “المسؤولين والأسرة الدولية العمل على عودتهم إلى أرضهم”.
كما طالبت بـ”احترام حرية المعتقد وترسيخ قيم المواطنة والحياة المشتركة مع الإخوة المسلمين الذين نتقاسم العيش معهم باحترام متبادل”.
وتناولت “دعم الكنائس والمؤمنين في القدس، وواجب الحفاظ على الأماكن المقدسة، وتذكير الأسرة الدولية وشعوب العالم بأهمية تقوية الحضور المسيحي في مدينة السلام”.
وتناولت “حث المسؤولين وأصحاب القرار إلى العمل الجاد على التصدي للأزمات المستشرية في مختلف بلدان منطقتنا الشرق أوسطية، لا سيما الوضع الإقتصادي المتردي، رفعا للمعاناة التي تثقل كاهل الشعوب، ما يستوجب وقفة ضمير لإعلاء الخير العام فوق كل اعتبار”.
وأكدت أن “الحضور المسيحي هو في جوهر كينونة هذا الشرق، وقد كانت للمسيحيين الإسهامات الجليلة في بناء بلدانهم وازدهارها، وهم سيبقون متجذرين في هذه الأرض وشركاء أصلاء في نهضتها وبناء حاضرها ومستقبلها، مهما اشتدت العواصف والتحديات”.
وأشارت الجمعية إلى أنها “تتطلع بألم إلى نزيف الهجرة الذي يطال مجتمعاتنا، لا سيما الفئات الشابة”، مؤكدة “أهمية الثبات في الأرض”، داعيةً “الذين هاجروا إلى المحافظة على ارتباطهم بأوطانهم الأم وعدم التفريط بممتلكاتهم”.
وأكدت “أهمية التجاوب مع التغييرات المناخية”، مشيرة إلى “انعقاد القمة المناخية Cop 27 التي ستعقد في شرم الشيخ في تشرين الثاني المقبل”، وقالت: “إن دورنا ومسؤوليتنا كوكلاء صالحين على الخليقة، ونطالب أمم العالم بأخذ التدابير اللازمة بشأن التغييرات المناخية”.
وناشدت “المرجعيات الدولية وأصحاب القرار العمل الجاد والدؤوب على إطلاق سراح جميع المخطوفين، لا سيما مطراني حلب بولس اليازجي ومار غريغوريوس يوحنا ابراهيم، والكهنة والمدنيين، مع التضرع كي يحفظهم الرب ويعيدهم سالمين”.
وأعلنت أنها “انتخبت في الجلسة الختامية أربعة رؤساء جدد ممثلين العائلات الكنسية الأربع التي يتألف منها المجلس: عن العائلة الأرثوذكسية الشرقية الأنبا أنطونيوس مطران القدس والشرق الأدنى للأقباط الأرثوذكس، عن العائلة الأرثوذكسية البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، عن العائلة الكاثوليكيةالبطريرك رافاييل بيدروس ال21 ميناسيان كاثوليكوس بطريرك كليليكيا للأرمن الكاثوليك، عن العائلة الإنجيلية القس الدكتور بول هايدوستيان رئيس إتحاد الكنائس الأرمنية الإنجيلية في الشرق الأدنى “.
وأشارت إلى أنها “انتخبت أعضاء اللجنة التنفيذية الجديدة، وختمت أعمالها بتثبيت انتخاب الأمين العام للمجلس الدكتور ميشال عبس، الذي كانت اللجنة التنفيذية انتخبته في اجتماعها في بكركي في 18/9/2020. وانتخبت الجمعية العامة ثلاثة من الرؤساء الحاليين للمجلس والذين انتهت مدة ولايتهم رؤساء فخريين، وهم: البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني والبطريرك ساكو والقس بدر”.
وختمت: “نرفع الصلاة من أجل استقرار منطقة الشرق الأوسط وانتهاء الحروب والنزاعات ورفع الوباء والغلاء وإحلال الأمن والسلام في الشرق والعالم، كي يستكشف الجميع طريق السلام. ونسأل الرحمة لضحايا العنف، والعزاء للمتألمين. فنسير بشجاعة في دروب حياتنا، ونتابع شهادتنا لإيماننا، وأمانتنا لإنجيل المحبة والفرح والسلام، متمسكين بأرضنا وتراث آبائنا وأجدادنا، وواثقين بكلام الرب القائل: تشجعوا، أنا هو، لا تخافوا (متى 14: 27)”.