“الحزب” إلى الداخل درّ!

يبدو أن الهدنة المعلنة في غزة ستنعكس انخفاضاً في مستوى التوتر في جنوب لبنان حتى لو انتهت الهدنة في غزة أو انهارت والأرجح أنها قد تشهد تمديداً يساهم في استكمال عملية إطلاق الأسرى وفي وصول المساعدات إلى سكان غزة مع تحول الحرب في شمال غزة إلى مناوشات قد تستمر وقتاً طويلاً…

على الجبهة اللبنانية، التهدئة لا تعني انتفاء خطر قيام اسرائيل بحرب استباقية بحسب توقيتها بغية إزالة خطر تكرار عملية غلاف غزة في مستوطنات شمال إسرائيل ما لم تتمكن إيران من استعادة الثقة مع إسرائيل والعودة إلى قواعد التعايش بين ذراعها في لبنان أي الحزب والعدو…

المرحلة القادمة ستكون شبيهة بمرحلة ما بعد حرب تموز ٢٠٠٦ مع اختلاف بسيط في التواريخ وتشابه في الوقائع لناحية الشغور الرئاسي وقرب شغور قيادة الجيش ومن المتوقع أن يعمد الحزب إلى استثمار مناوشات الجنوب في الداخل على صعيد فرض انتخاب رئيس ممانع للجمهورية وتعيين قائد جيش ممانع لاستكمال سيطرته على السلطة من خلال ممارسة الضغوط لفرض شروطه على غرار عملية ٧ أيار التي تلت حرب تموز ٢٠٠٦ بعد التبليط في وسط بيروت وخنق العاصمة وصولاً إلى احتلالها ما خلا بعض الجيوب التي قاومت الحزب وفشل عمليته في الجبل…

عمليات التخوين تدخل ضمن هذا الإطار وتعتبر بأنها تمهيد لقرار الحزب في الإستدارة نحو الداخل للقضاء على كل من يعارضه ويمنعه من تحقيق هدفه النهائي في السيطرة كلياً على لبنان، وعلى القوى السيادية أن تستنهض قرارها وقواها سياسياً لمنع الحزب من إيصال رئيس للجمهورية وقائد للجيش تابعين للممانعة.

Exit mobile version