“ الحزب” يحجب الصوت ويحطّم الصورة

قد يكون أبلغ نموذج عن أحادية وشمولية “الحزب” وما يضمره للبنان هو ما يجري في دائرة البقاع الثالثة التي تشمل بعلبك-الهرمل في الضغط على المرشحين الشيعة للإنسحاب من اللائحة التي تضمّ مرشّحَي القوات اللبنانية الدكتور أنطوان حبشي والدكتور إيلي بيطار سعياً ليس فقط لحجب الصوت الشيعي عن تلك اللائحة وإنما أيضاً لسحب النصاب القانوني وبالتالي إسقاطها ومنع أي عملية ديمقراطية تمنع المنافسة وتمنح الناخبين فرصة اختيار ممثليهم وتؤدي إلى تحطيم صورة التعايش في كافة الدوائر التي يتمتع فيها الحزب بسلطة قهرية كقوة احتلال بسلاح غير شرعي.

قد لا يكون غريباً على “الحزب” أن يمارس سلبطته، ولكن المستغرب هو الصمت المخزي تجاه هذه الممارسات ولا نستثني أحداً، حركة أمل، المستقبل، الكتائب، القوى والشخصيات المستقلة ومجموعات الثورة، هؤلاء جميعهم يلحسون المبرد، ولو تمكّن الحزب من فرض نهجه الإلغائي فهؤلاء جميعهم هم اللاحقون، وصمت أهل الحق عن الباطل يجعلهم شياطين خرس، وغداً في يوم الحساب، سنحاسب.

هذا ما يفعله ويسعى لإجله “الحزب” ولكن هذا لا يعني أن مسعاه سينجح فالقوات مستمرة في المعركة، وما حققه الحزب في دائرة الجنوب الثالثة لن ينجح به في دائرة البقاع الثالثة، في انتخابات العام 2018 رفع المرشح أنطوان حبشي شعار “كسر الصمت” ونكرره اليوم للناخبين الشيعة والسنة في هذه الدائرة للتحرر من سطوة “الحزب” والتصويت للائحة التي تضم القوات ومن يتبقّى من حلفائها، القوات قادرة على تأمين الحاصل الذي يضمن مقعد حبشي، ولكن صورة التعايش في المنطقة تحتاج إلى صوت التعايش لإقفال الباب على هدف “الحزب” في سلخ بيئته عن المكونات الأخرى في لبنان، مسيحياً، لن يتمكن الحزب من كسرنا، وبات على الآخرين أن يؤكدوا تمسكهم بالتعايش.

Exit mobile version