الخازن الفائز بعد حصار: “ما تحسبوني”
فوز فريد الخازن في كسروان ليس تفصيلاً. هو شكّل لائحة بـ “حلاوة الروح”، بعد أن حورب وحوصر، وكثر الساعون لإسقاطه.
كان رهان كثيرين في كسروان وخارجها واضحاً: “مش رح يجيب حاصل”. هو لم يعقد تحالفاً مع شخصيّة بارزة أو حزب، وكان عليه أن يعتمد على نفسه الى حدٍّ كبير.
دفع الخازن ثمن استقلاليّته، واعتداله، ومعارضته العالية السقف للعهد. واستُهدف أيضاً بسبب صداقته مع سليمان فرنجيّة، قبل أشهر من الاستحقاق الرئاسي.
واللافت في نتيجة الانتخابات أنّ الخازن لم ينل صوتاً شيعيّاً واحداً، بل صبّت الأصوات الشيعيّة على ندى البستاني، وهو ما فسّر ردّة فعله أمام سرايا جونية، بعيد إعلان فوزه.
ولكن، هل سيتبدّل موقع الخازن السياسي بعد الانتخابات؟
يزور الخازن بكركي اليوم للقاء البطريرك بشارة الراعي. الزيارة، قبل كلّ شيء، تؤكّد أنّه قريب من بكركي أكثر من أيّ مرجع وشخصيّة. وهو يلتزم الحياد، ليس بمعناه الخارجي فقط، بل أيضاً في ظلّ الحرب الدائرة على تعداد الكتل والأكثريّة والأقليّة.
يرفض الخازن احتسابه هنا أو هناك. هو ليس في أكثريّة ولا في أقليّة، بل يلتزم بإرادة الناس ويحمل صوتهم ولا يفرّط بثقتهم.
ويشدّد على أنّ الأولويّة اليوم هي للتعاون بين الجميع لما فيه خير الوطن والناس.
وسيعبّر الخازن، من على منبر بكركي، عن موقفه من الاصطفافات السياسيّة كما عن رأيه بالانتخابات النيابيّة. وهو لن يرتاح طويلاً قبل أن يستعدّ لمعركة الانتخابات البلديّة في جونية.