كتب النائب نزيه متى، “للمرة السادسة على التوالي نلبّي الدعوة لحضور فيلم إنتخابي رئاسي قصير، نحاول فيه تغيير مجرى الأحداث لاسترجاع السيادة.
أبطاله: مصرّون على التعطيل، وقحون.
منتجوه: تجار منافقون.
مخرجوه: محنكون، متمرسون.
مشاهدوه: منكوبون، منهوبون، مفلسون، مشلّعون”…
وللمرة السادسة يحاول النواب “الممانعون”، تشويه صورة الرئيس بشير الجميل، عبر هجومهم غير المبرّر على نواب “الكتائب” و”القوات”، بحجة أن البشير أتى رئيساً للجمهورية على الدبابة الإسرائيلية! منطق ما عاد غريباً ممن يتعمّد تعطيل النصاب في جلسات الانتخاب، ليفرض على اللبنانيين عنوة، رئيساً لا يشبههم، لا بالنزاهة ولا بالشرف ولا بالانتماء النظيف لأرز لبنان وقداسة أرضه. ممانعون مفترضون، وهم ليسوا أكثر من عملاء لمصالح إيران وسوريا، كلما حاججتهم بمنطقة السيادة والتحرر، يهربون الى إلقاء التهم الفارغة من مضمونها، وتخوين الشريك الآخر، علماً أننا لسنا شركاء، ما دام الخلاف الكبير على كيان الوطن ونهائية أرضه وحدوده.
بشير الجميّل هامة وطنية لا تُقارب، شاء من شاء وأبى من أبى. بشير الجميّل رئيس جمهوريتنا وجمهوريتكم، شئتم أم أبيتم. بشير الجميّل تحدّى الدبابة الاسرائيلية، لذلك قتله عملاء الاحتلال وأولهم ذاك الشرتوني العميل. لم يعش لبنان في زمانه مشهداً ذليلاً ديكتاتورياً كالذي يعيشه في أعرق بيوت الديمقراطية المفترضة، أي البرلمان، وفي خلال جلسات انتخاب رئيس لتلك الجمهورية التي صارت هي البؤس بعينه، بسبب حكم هؤلاء الممانعين وأتباعهم. لم يعش لبنان جلسات تهريج ومسرحيات مبكية لفرط هزليتها واستخفافها المتعمّد بمصير لبنان، جلسات لو كان في تلك الدولة مسؤول واحد، مسؤول واحد وطني شريف، لكان ألقى القبض على كل أولئك المعطلين والتافهين الذين يُرشّحون أسماء وهمية لا قيمة لها ولا أفق، وهدفهم التعطيل ثم التعطيل، ولأحالهم جميعاً على المحاكمة بتهمة واضحة، وهي الخيانة العظمى.
أي برلمان هذا، أي نواب هؤلاء، باسم من يتكلمون، باسم أي فئة من الشعب اللبناني؟ وهل من انتخبهم راضٍ “عن جدّ” عن تعطيل دور لبنان وكيان لبنان وكرامة لبنان؟! هؤلاء خونة لناخبيهم قبل أي شيء، وحين لا يجدون حجة مقنعة لتخلفهم عن أداء واجبهم الوطني بالاقتراع، يطلقون الصرخة البائدة إياها “بشير الجميّل عميل… سمير جعجع صهيوني…”، وواقع الأيام أثبت حتى اللحظة، أنهم أكثر الجهات عمالة لإسرائيل، وأن ملف الترسيم “بعدو طازة عم يغلي على نار” تساهلهم الاستثنائي بقبول “دولة اسرائيل”، وأن قذائف ما بعد بعد حيفا، صارت بيوتاً من الشعر يرندحها المنشد علي بركات في ليالي البرد ليتدفأ على اشعارها مقاومو الزمن… الجميل.
ماذا تقول تلك الأغنية الجميلة اتذكرون؟ “لا في خيالي عَ الخيل ولا في بطل جايي”، انتهى الأبطال المفترضون، ومن يحضر جلسات انتخاب الرئيس، يعرف تماماً أن الزمن البائس إياه لا يزال على قيد البؤس طالما لا نواب كفاية، غير النواب السياديون الشرفاء، ينتمون الى ذاك اللبنان الجميل.