الزعيم الكرتونيّ الواهم

يتلاطم كذب الفاسد باسيل كأمواج الفشل المُدمِّرة، تتغلغل في أركان السُّلطة وتعكس غياب النجاح والتسلُّط على الأخلاق. يكمن في هذا الرجل الذي لا يجذُب سوى رفض الناس، ملخّصًا لسيرة تيّار فاشلة مرصّعة بالأكاذيب والانحرافات، حيث تنتفي فيه أيّ مظاهر القيادة بينما يسيطر الاستنساخ الرّديء لعمِّه على مسيرته.

قدَّم الحزب لجبران باسيل ما لم يقدِّمه لأقرب حلفائه. لم يخيّب جبران توقّعات الحزب وكان خيرُ من ينفِّذ أجَنْدة الحزب للقضاء على الدولة. بِدءاً من الوزارات التي إستلمها بالأصالة وعَبر أزلامه وفي المواقع الأمنيّة الأساسيّة والقضاء وصولاً الى المدراء العامين والتوظيفات الإنتخابيّة العشوائية في الإدارات الرسمية. وضع يده على معظم المراكز المسيحيّة في الدولة اللبنانية ليصبح الحاكم بقوّة عضلات الحزب.صنع الحزب زعامة كرتونيّة لا مضمون لها باعت المسيحيين مقابل الصفقات والأموال. هذه الهيمنة الموجودة فقط في مخيّلة جبران والحزب لا يمكن تقريشها على الأرض. المسيحيين المُستهدَفين من عطايا الحزب لجبران لإجتذابهم لتيّارهِ أثبتوا أنّهم كما دائماً الحصن الأخير للجمهورية اللبنانية.

يتبادل اليوم الحزب وجبران الأدوار لإفشال تأجيل تسريح قائد الجيش كلٌّ لأهدافه. جبران يريد أخذ آخر موقع مسيحي في الدولة لتطويعه وليصبح تابع له فتُفتَح الطريق أمامه لرئاسة الجمهورية. من جهةٍ أخرى الحزب يريد القضاء على ما تَبقّى من هيبة الدولة والمؤسسة المتبقّية التي يؤمن بها اللبنانيين فيصبح سلاحه وجيشه هو الباقي والآمر في البلد بحُكم الأمر الواقع.

تَخوُّف السياديّين من حركة الحكومة المريبة، ودعوتها لجلسة حكومية يوم الجمعة للتمديد لقائد الجيش بدون العودة الى وزير الدفاع، هو تَخوُّف مشروع في ظلّ الشكوك حول دستوريّة هكذا قرار وسيكون من السهل الطعن به. جبران يُسهِّل المرور عبر الحكومة للقيام بالتعيينات وليس التجديد للقائد عبر مجلس النواب، ليطعن بالقرار ويُصوِّر نفسه الأقوى في الدولة ويكسر خصم جديّ له للرئاسة. من جهة أُخرى إذا راقبنا حركة الحزب تجاه الوزير جنبلاط وما سُرِّبَ عن أنّ الإجتماع أمنيُّ الطابع وهو من يُسَمي عادةً رئيس الأركان الذي يمكن أن يستلم قيادة الجيش بالوكالة إذا طُعن بقرار التمديد.

عند الطعن بالقرار، يكون جبران أزاحَ منافسَه ودفع ثمن وصوله لرئاسة الجمهورية للحزب ليُسَيطِر على الدولة بكل مفاصِلها. في لحظةٍ حرجة تكون الحكمة والتفكير بعمق أمرًا حيويًًا. لنَكُن حذرين وعاقلين، فاللّعب بقيادة الجيش في هذا الوقت الحَرِج من أجل مصالح شخصٍ مُنقرِض سياسيّاً يُشكِّل خطرًا كبيرًا على وحدة واستقرار البلد. لنَختُم هذه الصفحة بقرارٍ حكيم، فالمصير الوطني يكون في يدنا ومحميّاً من جيشنا، على حكومتنا أن تُثبت أنّ الخيارات الصائِبة تأتي خدمةً للبلد قبل كل شيء.

زر الذهاب إلى الأعلى