يمكن القول ان اكثر ما يميز انتخابات 2022 هو غياب تيار المستقبل عن ساحة المواجهة، بعدما كانت “الكتلة الزرقاء” من اكبر الكتل النيابية لنحو ثلاثة عقود!
ومع تسجيل اللوائح المتنافسة والاعلان عنها من قبل وزارة الداخلية والبلديات، تبدو واضحة كثافة المرشحين في المناطق ذات الطابع السُّني، فهل استوعب هذا الشارع صدمة عزوف الرئيس سعد الحريري ، وكيف سيتم ملء الفراغ؟
يجري الوزير السابق رشيد درباس مقارنة بين الجنوب والشمال، قائلا: في الجنوب حيث نفوذ الثنائي الشيعي تتنافس ثلاث لوائح: واحدة يمكن وصفها بالاتفاق السّري، وما تبقى كومبارس، اما في الشمال وتحديدا في الدائرة الاولى (عكار) حيث تتنافس 7 لوائح، بلا عنوان وبلا شعارات، وباسماء منها ما هو مجهول او شبه مجهول، ومنهم من اتى عن الرف، اما في الدائرة الثانية (طرابلس – المنية – الضنية) تتنافس 11 لائحة، فاختلط الحابل بالنابل.
وهذا الواقع يفسره درباس على ان هناك جهة تمسك في زمام المبادرة، وجهة اخرى “فلتت” منها المبادرة.
ولكن، هناك من يأتي ليقول ان الانضباطية والديكتاتورية في مناطق نفوذ الحزب ادت الى العدد المحدود من اللوائح اما الديموقراطية عند السُّنة، فتجلت باعداد اللوائح؟ يجيب درباس: هذا الكلام كـ “رش السكر فوق الموت” لا يعبر عن ديموقراطية بل عن انفلات وضياع ومراهقة سياسية، حيث اعتبر البعض ان الساحة السياسية السُّنية باتت خالية وعليه ان يأخذ حصة.
وردا على سؤال، يرفض درباس اللائحة التي تشن على الرئيس فؤاد السنيورة لدعمه لائحة “بيروت تواجه” التي يرأسها الوزير السابق خالد قباني، مشيرا الى ان السنيورة حاول جمع شخصيات فاعلة في بيروت على الرغم من انه غير مرشح، مذكرا ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري كما سعد الحريري كانا يسميان على سبيل المثال مرشحي عكار الذين كانوا ينتخبون في ما بعد نوابا، وبالتالي الحملة في غير مكانها.
كما انتقد درباس ايضا التشرذم الحاصل في طرابلس، قائلا: هناك لائحة يدعمها الرئيس نجيب ميقاتي، واخرى تشكل من بعض المنتمين الى تيار المستقبل، كان يفترض ان يكونوا مرشحي اللائحتين على نفس اللائحة، لكن يبدو ان ميقاتي وضع العقبات كي لا تتشكل لائحة واحدة، الامر الذي يعزز حظوظ لائحة النائب فيصل كرامي لا سيما لناحية الحاصل، وذلك ليس من خلال قدراتها الشخصية بل بقوة هذا التشرذم المقصود.
ويقول درباس يا ليت استعيد زمام المباردة بل ضاع الزمام، وهذا ما سيتجلى قريبا جدا في النتائج التي لن تكون مفاجئة لا بل معروفة سلفا بحكم انشاء القانون الذي يحدد سلفا من سينجح.
ويختم: نتيجة ما حصل من اعتكاف واعتزال وتعليق وعفة النفس المفاجئة اصبحت الانتخابات خالية من الدسم!