القوات قبل الإنتخابات، كما بعدها

“بكفّي شعارات” شعار أطلقته إحدى المرشحات للإنتخابات النيابية إنسجاماً مع نفسها فهي لا تريد أن تطلق شعاراً يتعارض مع مبادئها السياسية ذي الميول اليسارية وهي المرشحة مع لائحة “شمالنا” التي تعني يسارنا في قضاء البترون وإطلاق شعار انسجاماً مع توجهها يعني تلقائياً سقوطها واستفزاز بعض أعضاء اللائحة من الذين كانوا يرغبون سحب ترشيحهم…

بعيداً عن الشعارات التي تعكس الواقع وتلك التي تخدع الناخب، فالوقائع الملموسة في يومياتنا من المفترض أنها فصلت بين الأبيض والأسود على صعيد المنظومة والمعارضة لتبقى المنطقة الرمادية التي تضم القوى المنبثقة عن مجموعات الثورة من غير المعروف توجههم بعد الإنتخابات كما تضم قوة انتخابية من غير المعلوم اتجاهها يوم الإنتخابات…

على ضفة القوات اللبنانية، الوضوح والإلتزام والتجربة والقدرة المثبتة وزارياً يضعون القوات في خانة الفريق الأبيض المواجه للفريق الأسود الذي تمثله المنظومة الفاسدة والفاشلة، والقوات أثبتت في استقالتها من الحكومة وعدم استقالتها من المجلس النيابي حرصها على الدولة والعمل من داخل المؤسسات بعيداً عن المكاسب الظرفية على حساب المبادئ والثوابت التي تلتزمها القوات منذ نشأتها…

المنطقة الرمادية ستحسم بياضها أو سوادها بعد ١٥ أيار، اللون الأبيض سيجد نفسه تلقائياً خلف القوات اللبنانية التي ستحتضنه على الرغم من حملاته عليها قبل الإنتخابات، أما اللون الأسود الموجود بقوة في مجموعات الثورة كقناع للونين الأصفر والبرتقالي سيعود إلى ألوانه…

أما الناخبون الرماديون فمدعوون لاختيار اللون الأبيض وعدم المراهنة على الرماديين فنحن لم نعد نملك ترف التجارب والرهانات الخاطئة…

صوتك للأبيض، صوّت قوات، فالقوات مسيرة قبل الإنتخابات كما بعدها!

Exit mobile version