لا يمكن للمسيحيين، وبخاصة القوات اللبنانية والتيار العوني، أن يجدوا قواعد مشتركة بسبب التناقض في المواقف في معظم الملفات التكتية والاستراتيجية…
ومواقف القوات لا تنحصر بالتيار، بل يشمل الخلاف أطرافاً أخرى من طوائف مختلفة ولا تنطلق من عقدة مسيحية بل من موقف وطني ذو وجه مسيحي مرتبط بدور لبنان التاريخي والتوجهات التي أمّنت له الإستقرار والنمو والإزدهار على مدى عشرات السنوات ما خلا بعض الأحداث التي تحصل حتى في أكثر الدول استقراراً مثل أميركا وفرنسا على سبيل المثال لا الحصر ولكن هذه الأحداث أو الإعتداءات بقيت استثناءً وليس قاعدة، ولم يصبح عدم الإستقرار قاعدة إلا عندما خرج لبنان من دوره وانزلق إلى أدوار لا علاقة للبنان بها…
أما المنافسة بين القوات والتيار فهي قائمة بحسب الأصول السياسية واللعبة الديمقراطية بعيداً عن العنف والتوتر، وقد قدّمت القوات اللبنانية فرصة للتيار العوني للعودة إلى المسار التاريخي للمسيحيين ولكنه سرعان ما تنصّل من التزاماته، ولو تنازلت القوات اليوم من أجل وحدة المسيحيين سيعود التيار غداً لنسف هذه الوحدة طمعاً بالسلطة وقد أثبتت هذه المرحلة أن التيار خارج السلطة هو كالسمك خارج الماء، لا حياة له كونه لا يملك مبادئ وقيم واستراتيجية يقدّمها لمناصريه، فيما القوات تزهر في السلطة وخارجها، في القصر أو في الأسر، لأن القوات فكر، ولا يمكن القضاء على الفكرة.