يخوض الثنائي الشيعي معركة رئاسة الجمهورية سياسياً وإعلامياً، حتى الآن، ومن الطبيعي أن يخوضها بشراسة مستنجداً بأي دولة كفرنسا لها مصلحة في الظهور كلاعب في المنطقة من البوابة اللبنانية، وقد يسجّل هذا الفريق نقاطاً سياسية وإعلامية من دون أن يتمكن من تسجيل اختراق حقيقي، ونظرة سريعة إلى حجم الضغوطات السياسية، الإعلامية والإقتصادية يمكن من خلالها رؤية الصورة الكبرى لحجم وفعالية المعارضة لهذا المحور على الرغم من تشتتها…
الصورة الواقعية اليوم تؤشر إلى أن كتلة المعارضة الصلبة قد سجّلت خطوات استباقية حشرت محور الممانعة بدءاً بترشيح النائب ميشال معوض وهذا الترشيح هو الخطة “ب” على عكس ما يتصوّر البعض وفرضت على الممانعة الإنسحاب من جلسات الإنتخاب في الدورة الثانية خشية نجاح معوض والمعارضة في حشد ٦٥ صوتاً كافياً لإعلانه رئيساً…
كما نجحت المعارضة في فرض مواصفات الرئيس المقبل حتى لو انسحب معوض باتفاق مع المعارضة لمصلحة مرشح آخر يحمل نفس المواصفات ويكون مقبولاً من أطراف أخرى في المعارضة كما يشكّل حفظاً لماء الوجه للمحور الآخر وكسباً وهمياً له، وهنا، من وجهة النظر هذه يجب التعامل مع ترشيح سليمان فرنجية على أساس أنه الأكثر أهلية وقابلية للتنازل عنه خدمة “للخط” والأقل تكلفة في هذا التنازل…
الكلام في الكواليس السياسية مختلف تماماً عما نقرأه ونسمعه في الغبار الإعلامي الكثيف، والكباش الجاري سينتهي لمصلحة المعارضة حتماً وكل ما يأمله الثنائي الشيعي هو الحد من التنازلات الآتية نتيجة الإتفاق السعودي-الإيراني وانعكاساته في المنطقة.