المسيحيون لا يحتاجون الحزب كي يحميهم!

بدت تصريحات رئيس الجمهورية ميشال عون، خلال زيارته إلى الفاتيكان، فجة ومستفزة لغالبية اللبنانيين، خصوصاً المسيحيين منهم، حيث لم يكتف بترداد ما هو متفق ومتعارف عليه محلياً ودولياً، من أن الحزب هو أحد مكونات التركيبة اللبنانية ويجب التعايش والتعاون معه لحل المشاكل وبناء الدولة، بل ذهب أبعد من ذلك بنفي أن يكون لسلاح الحزب أي تأثير أمني في الداخل اللبناني، أو أن تكون لهذا السلاح تأثيرات سلبية في الوضع السياسي العام، بل أصرّ على إن هذا السلاح هو سلاح مقاومة حصراً ضد الاحتلال الاسرائيلي، ما دفع ناشطين على مواقع التواصل إلى رفع شعار “ميشال عون لا يمثلني”.

وكان تصريح عون بأن الحزب يحمي المسيحيين، سبباً في إشعال غضب المعلقين، معتبرين أن الوجود المسيحي في الشرق يعود إلى ألفي عام، مرت عليه العديد من الاحتلالات والهجرات، إلا أنه تمكن من الصمود وهو الآن قادر على الدفاع عن نفسه من دون الحاجة إلى الحزب لحمايته كما لو أنه قاصر.

كما تناقل ناشطون صوراً وأحداثاً كان كان فيها سلاح الحزب موجهاً ضد المسيحيين وليس دفاعاً عنهم، كأحداث الطيونة التي وقعت على خلفية محاولة “الثنائي الشيعي” إزاحة القاضي طارق البيطار عن ملف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت.

لم يتبق لميشال عون وفريقه السياسي إلا الحزب منقذاً قبيل الانتخابات النيابية، حيث يعول التيار الوطني الحر على الحزب لرفده بالأصوات في المناطق الشيعية حيث يعاني التيار ضعفاً في شعبيته. لذلك لا يتوقف رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر، عن تقديم التنازلات وإعطاء صكوك براءة للحزب وبيعه المواقف الداعمة له ولسلاحه أمام العالم، رغم مواقف سابقة لعون تعود إلى ما قبل التحالف مع الحزب، يتهمه فيها بالارهاب ويطالب بنزع سلاحه وهو ما استذكره عدد من الناشطين في مواقع التواصل.

زر الذهاب إلى الأعلى