“الوضع خطير جداً”… وابل صواريخ من لبنان باتجاه الجليل الغربي، و”الكابينت” الإسرائيلي يدرس الردّ
ارتفع منسوب التوتر عند الحدود مع إطلاق عشرات الصواريخ، من الجنوب اللبناني باتجاه الجليل الغربي في إسرائيل، والرد الإسرائيلي من خلال قصف منطقة القليلة اللبنانية بالمدفعية الثقيلة، فيما لم تتبنَّ أيّ جهة إطلاق صواريخ من لبنان.
وإذ حمّل الجيش الإسرائيلي حركة “حماس” مسؤولية إطلاق الصواريخ، قال ممثل الحركة في لبنان لـ”النهار” ألا معلومات لدى الحركة عما جرى.
وإذ سرت أنباء عن تبليغ تل أبيب لسفرائها بإخطار ممثلي الدول التي يعملون فيها عن نيتها الرد، أكد البيت الأبيض على حق إسرائيل في “الدفاع عن نفسها”، وأن واشنطن “ملتزمة بأمن إسرائيل”.
وأعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي “إطلاق 34 صاروخاً من جنوب لبنان، 5 منها سقطت في مناطق مأهولة وتم اعتراض أكثر من 20 صاروخاً”.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن “الحكومة اللبنانية تتحمل المسؤولية عندما أطلق من داخل أراضيها قذائف صاروخية نحو إسرائيل، وإطلاق تلك القذائف يعتبر حدثًا خطيرًا”. وأضاف أن “الحديث عن حدث متعدد الجبهات لكن الفاعل والجهة التي أطلقت القذائف الصاروخية هي جهة حركة حماس الفلسطينية من لبنان”.
وأصدر وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، تعليمات للأجهزة الأمنية بالتحضير لاستعراض سبل الرّد أمام الكابينيت، الذي يُعقد مساء اليوم.
ومساءً، ردّت “اليونيفيل” على أخبار متداولة حول انسحاب قواتها من بعض مواقعها، مؤكّدة أنّه “نظراً للوضع المتفجر والخطر، ووفق البروتوكول المعتمد في هكذا أوضاع، أُصدرت أوامر للموظفين المدنيّين والعسكريّين باللجوء إلى الملاجىء داخل قواعدهم”.
تزامن إعلان “اليونيفيل” مع توقّعت إذاعة الجيش الإسرائيلي “هجوماً على غزة وعلى الحدود الشمالية مع لبنان الليلة من دون الانزلاق إلى الحرب”، على خلفية إطلاق عشرات الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل الغربي ظهر اليوم.
وذكرت القناة 14 الإسرائيلية أنّ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وكبار المسؤولين في الدفاع والأجهزة الأمنية قرّروا “طبيعة الردّ وموقعه”، فيما أشارت هيئة البث الإسرائيلي (كان 11) إلى أنّ الجيش الإسرائيلي سيردّ على القصف في الجليل، عبر قصف أهداف في لبنان وفي قطاع غزة، وأنّ “إسرائيل تستعدّ لأيام عدّة من القتال”.
وجاءت التقديرات الإسرائيلية مساءً فيما تبذل الأمم المتحدة وواشنطن والقاهرة “جهوداً ديبلوماسية للتهدئة”، على ما ذكرت “كان 11”.
وعن هويّة مطلقي الصواريخ، نقلت “رويترز” عن ثلاثة مصادر أمنية أن “فصائل فلسطينية مسؤولة عن الهجمات الصاروخية من لبنان على إسرائيل وليس الحزب”.
أعلنت قيادة الجيش اللبناني أن “عدداً من الصواريخ أُطلق من محيط بلدات القليلة والمعلية وزبقين في قضاء صور باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويقوم الجيش اللبناني بتسيير دوريات في المنطقة بالتنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان”.
كما أعلن العثور على منصات صواريخ وعدد من الصواريخ المعدّة للإطلاق في محيط بلدتَي زبقين والقليلة، ويجري العمل على تفكيكها.
وأعلن نائب مدير مكتب “اليونيفيل” الإعلامي كانديس آرديل، في بيان، أنّه “تم إطلاق عدة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل بعد ظهر اليوم، وقد وأبلغ الجيش الإسرائيلي “اليونيفيل” أنه فعّل نظام القبة الحديدية الدفاعي رداً على ذلك”.
وأفاد البيان بأنّ “رئيس بعثة “اليونيفيل” وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو على اتصال بالسلطات على جانبَي الخط الأزرق، مؤكداً أنّ “الوضع الحالي خطير للغاية”، وتحضّ “اليونيفيل” “على ضبط النفس وتجنُّب المزيد من التصعيد”.
الى ذلك، أكّد ممثل “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) في لبنان أحمد عبد الهادي لـ”النهار” أنّ “لا معلومات لديهم عن إطلاق الصواريخ”، مشيراً إلى أنّها “ليست المرة الأولى التي تتّهم فيها إسرائيل الحركة بإطلاق صواريخ من لبنان”.
وقال المسؤول في حركة “فتح” محمد بقاعي لـ”النهار” إن “الأوضاع في مخيّمات صور طبيعية جداً، ولم تطلب الأجهزة اللبنانية منّا التنسيق معها بعد إطلاق الصواريخ”.
وأكّد “أن لا علاقة للفصائل الفلسطينية البارزة بإطلاق الصواريخ الذي تم من أماكن بعيدة من المخيمات”، لافتاً إلى أن “إطلاق الصواريخ يصب في مصلحة “الاحتلال” المأزوم داخلياً”.
وأفادت مصادر فلسطينية بأنّ المسؤول في “حماس” إسماعيل هنية – المتواجد في لبنان حالياً – ألغى زيارة كانت مقرّرة له إلى صيدا عصر اليوم، بسبب تطور الوضع الأمني على الحدود الجنوبية.
وأغلِق المجال الجوّي من حيفا حتى الحدود مع لبنان، ودعت السلطات الإسرائيلية المتنزّهين إلى عدم الوصول إلى منطقة الشمال.
وأفاد مراسل “النهار” أن المدفعية الإسرائيلية قصفت بالمدفعية الثقيلة أطراف بلدة القليلة الجنوبية.
وأشارت القناة الـ12 الإسرائيلية إلى أن “التقييم الأمني هو وقوف فصائل فلسطينية وراء إطلاق الصواريخ”.
في هذا الإطار، لفتت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن “التقييم الأمني يؤكّد أن إطلاق الصواريخ لا يتم إلّا بموافقة الحزب”.
وكشفت هيئة البث الإسرائيلية إصابة شخصين بشظايا صاروخية من جرّاء القصف، فيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن عدد الصواريخ التي أُطلِقت يراوح ما بين 25 و30 صاروخاً.
في الإطار، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الأخير “سيرأس اجتماعاً أمنياً عالي المستوى لمتابعة التطورات بعد القصف من لبنان، واتخاذ قرارات حازمة”.
وأعلن المكتب عقد المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، اجتماعاً، مساء اليوم، برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وذلك عقب التطوّرات الأمنية.
يأتي ذلك بعد نحو شهرين، لم ينعقد خلالهما اجتماع للكابينيت.
كذلك وجّه وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت رئيس أركان الجيش والأجهزة الأمنية بشأن آليّة التعامل مع إطلاق الصواريخ.
وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق صفارات الإنذار، للتحذير من إطلاق محتمل لصواريخ في شمال إسرائيل، فيما أفادت مراسلة “النهار العربي” عن سماع صفارات الإنذار في الجليل الغربي.
وقال الجيش الإسرائيلي إنّ “الحكومة اللبنانية تتحمل المسؤولية”، واصفاً الأمر بـ”الحدث الخطير”.
وذكر الجيش في بيان أنّه “يفحص أيضاً إمكانية تورط إيران في الحادث”، مشيراً إلى أنه “في حالة جاهزية كبيرة”، وموضحاً أنه “لا توجد حالياً تعليمات استثنائية للجبهة الداخلية لا في الشمال ولا في الجنوب”.
وزعم البيان أنّ “(حماس) أطلقت الليلة الماضية قذائف أرض-جو، أسفرت عن تفعيل إنذارات في منطقة غلاف غزة”، ولفت إلى أنّ “وزير الأمن يترأس في هذه الساعة جلسة لتقييم الوضع”.
وجاء هذا التطور الأمني بالتوازي مع تصاعد حدّة العنف في القدس والمسجد الأقصى، على خلفية الممارسات العنيفة التي قامت بها الشرطة الإسرائيلية مع المصلّين.
وعلى الأثر، اندلع حريق في منطقة شلومي عقب إطلاق الصواريخ.