لم تُعطَ فرص في تاريخ لبنان كما اعطيت للتيار العوني او لرئيسه المؤسس، ولم يمنح المسيحيون خصوصاً، ثقةً تجاوزت الـ٧٠ بالمئة حتى في زمن الرؤساء الكبار امثال كميل شمعون كما فعلوا للتيار العوني. ولكن وبالرغم من كل ذلك وبعد صعود شعبي استمر لثلاثين سنة، انهار كل شيء.
⁃ عزلة سياسية كاملة سبّبتها السياسات السيئة التي قادها العهد ضد التوازن بين العرب وسواهم، وانحاز مع الحزب كلياً.
⁃ الدولار الذي حافظ على ثباته لثلاثين سنة، وامّن للبنانيين حياةً لم يؤمنها الدولة ولا اقتصادها، طار في هذا العهد وانهارت العملة الوطنية ومعها ما تبقى من اقتصاد.
⁃ الحملة التي يقودها وريث التيار (النائب جبران باسيل) ضد كل الناس، حتى الرئيس نبيه بري الذي يتحالف معه على لوائح واحدة. وطريقة تفريق كل شيء وتحطيم كل شيء وخصوصاً اي مرشح محتمل لرئاسة الجمهورية. سواء كان جوزيف عون قائد الجيش الذي يحاول جاهداً محاصرته، او رياض سلامة حاكم مصرف لبنان الذي يعمل على الطريقة “السورية- العضومية” لاحراق صورته وتشويهه نهائياً. والدليل القاطع ان كل الاخبارات والاخبار التي طالت سلامة، لم تدفع اي مدعي او قاضٍ الى استدعاء الشركة التي دققت في حساباته وسؤالها او سؤالاً واحداً.
العهد يعيش آخر محاولة لانقاذ نفسه في ١٥ ايار، عبر كتلة مزروعة بودائع “الحزب” الذي يتدخل في كل الامكنة بما فيها كسروان وجبيل والمتن لانقاذ كتلة العهد. رحم الله زمن اميل لحود، كان اصدق.