بعد انتهاء مهلة الإنذار الروسي.. أوكرانيا: القوات في ماريوبول لم تستسلم
قال رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميهال، اليوم الأحد، إن القوات المتبقية في مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية ما زالت تقاتل وتواصل تحدي مطلب روسي بالاستسلام.
وأبلغ شميهال برنامج “هذا الأسبوع” الذي تبثه شبكة إيه.بي.سي التلفزيونية “المدينة لم تسقط بعد”، مضيفا أن الجنود الأوكرانيين يواصلون السيطرة على بعض أجزاء المدينة.
وذكر شميهال أنه سيحضر اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن هذا الأسبوع، وسيطلب المزيد من المساعدات المالية لأوكرانيا.
وفي وقت لاحق، نقلت قناة “سي بي إس” الأميركية، اليوم الأحد، عن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا وصفه للوضع في ماريوبول بأنه “مزرٍ عسكريا ومفجع”، معتبرا أن المدينة “لم تعد موجودة” جراء العملية العسكرية التي تشنها روسيا في بلاده.
وقال كوليبا في مقابلة مع القناة: “ما تبقى من الجيش الأوكراني ومجموعة كبيرة من المدنيين محاصرة بشكل أساسي من قبل القوات الروسية (في المدينة). إنهم يواصلون نضالهم لكن يبدو من الطريقة التي يتصرف بها الجيش الروسي في ماريوبول، أنهم قرروا تسوية المدينة بالأرض بأي ثمن”.
وحذر كوليبا من أن سقوط ماريوبول قد يعرقل أي مفاوضات مع روسيا “بشكل ملحوظ”.
الاستسلام مقابل السلامة
هذا وأفادت وزارة الدفاع الروسية، مساء السبت، بأنها عرضت على التشكيلات القتالية الأوكرانية المتبقية في ماريوبول، الاستسلام مقابل الحفاظ على سلامتهم مهددة كل من سيواصل المقاومة في ماريوبول سيتم تدميره.
وجاء في بيان لرئيس مركز مراقبة الدفاع الوطني الروسي، العقيد ميخائيل ميزينتسيف، أن المقاتلين الأوكرانيين القوميين والمرتزقة المتحصنين في مصنع “آزوفستال” للصلب بمارويوبول في وضع يائس، فهم يطلبون بإصرار من كييف السماح لهم الاستسلام، لكنهم يتلقون تهديدات بالإعدام في حال أقدموا على ذلك.
وعرضت القوات المسلحة الروسية على مقاتلي الكتائب القومية المتطرفة والمرتزقة الأجانب المحاصرين في ماريوبول وقف الأعمال العدائية وإلقاء أسلحتهم اعتبارا من الساعة 06:00 بتوقيت موسكو يوم الأحد، مقابل ضمان الحفاظ على حياتهم.
قال مسؤولون في مدينة ماريوبول، اليوم الأحد، إن القوات الأوكرانية المحاصرة في مصنع أزوفستال للفولاذ، ستواصل الدفاع عن المدينة الساحلية المطلة على بحر أوزوف، على الرغم من الإنذار الذي وجهته روسيا.
تفصيلا، رد مستشار لرئيس بلدية ماريوبول على مطلب وزارة الدفاع الروسية بضرورة استسلام الجنود الأوكرانيين الذين ما زالوا يقاومون في جزء من المدينة، قائلاً إن القوات الأوكرانية ستواصل القتال والدفاع عن المدينة، بحسب ما ذكرت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية.
ووفقا للشبكة، فقد قال بترو أندريوشينكو، عبر تيليغرام، إن القوات الأوكرانية تواصل الدفاع عن المواطنين الأوكرانيين في أماكن أخرى من المدينة، مشيرا إلى أن القتال استمر اليوم الأحد في منطقة مصنع الفولاذ العملاق وفي “شارع تاغانروغ الذي يقع على بعد 5 كيلومترات من آزوفستال”، إلا إن “سي إن إن” قالت إنها لم تتمكن من “تأكيد القتال على الفور في مكان آخر في ماريوبول”.
من جهة ثانية، قالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني، هانا ماليار، إن ميناء ماريوبول الرئيسي صامد على الرغم من استمرار الهجمات الروسية.
وأضافت، اليوم الأحد، أن المدافعين عن الميناء الرئيسي المطل على بحر آزوف عرقلوا تقدم قوات روسية كبيرة تحاصر المدينة، وفقا لما ذكرته الأسوشيتد برس.
ووصفت ماريوبول بأنها “درع يدافع عن أوكرانيا” ويمنع القوات الروسية التي تطوق المدينة من التقدم إلى مناطق أخرى من البلاد.
إلقاء السلاح
انتهت صباح الأحد المهلة التي منحتها وزارة الدفاع الروسية لعناصر المقاومة الأوكرانية في ماريوبول، لإلقاء السلاح وإنقاذ أرواحهم، فيما أفادت وسائل إعلام محلية بسماع دوي انفجارات في العاصمة الأوكرانية كييف، حيث استهدف قصف صاروخي روسي البنية التحتية بمنطقة بروفاري قرب العاصمة الأوكرانية كييف.
قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف إن القوات الروسية دمرت مصنع ذخيرة بالقرب من العاصمة الأوكرانية كييف. وأضاف: “دمرت صواريخ عالية الدقة أطلقت من الجو خلال الليل مصنع ذخيرة بالقرب من مدينة بروفاري في منطقة كييف”.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية بتدمير 6 مصانع عسكرية أوكرانية في ضواحي كييف، مشيرة إلى مقتل 1035 مرتزقا أجنبيا في أوكرانيا وفرار 912 هربا من المعارك. وأضافت أن أوكرانيا استقطبت 6824 مرتزقا أجنبيا من 63 دولة منذ بدء العملية العسكرية.
وأفادت وزارة الدفاع البريطانية بأن روسيا تستقدم وحدات جديدة من قواتها في بيلاروسيا إلى شرق أوكرانيا، وتنشر قوات جديدة حول منطقتي خاركيف وسفيردونيتسك. كما أفادت بحدوث قصف روسي مستمر على مناطق شرق أوكرانيا تمهيدا لعملية عسكرية جديدة، مشيرة إلى أن روسيا ترغب في إجبار أوكرانيا على قطع كل علاقاتها بأوروبا والغرب.
من جهتها، أفادت رئاسة الأركان الأوكرانية بأن القوات الروسية في أوكرانيا تواجه مشاكل كبيرة في الإمدادات، وتقوم بعمليات نهب ضد المدنيين في مناطق سيطرتها، فيما أعلنت السلطات الأوكرانية عن توقف إجلاء المدنيين شرق البلاد اليوم بسبب عدم الاتفاق مع روسيا.
فبعدما أعلنت موسكو أنها طهرت ماريوبول من كامل القوات الأوكرانية، عرضت وزارة الدفاع الروسية على القوات الأوكرانية التي ما زالت تقاتل في ماريوبول الاستسلام “لتنجو بنفسها إذا ألقت سلاحها ابتداء من الساعة السادسة صباحا بتوقيت موسكو (0300 بتوقيت غرينتش) يوم الأحد”. وفق ما نقلت وكالة “تاس”.
“محاصرون في مصنع الصلب”
وأشارت الوزارة إلى أن المقاتلين المتبقين محاصرون في مصنع أزوفستال للصلب.
فيما نقلت “تاس” عن الكولونيل ميخائيل ميزينتسيف، مدير المركز الوطني الروسي لإدارة الدفاع، قوله إن الوضع في المصنع “كارثي”.
والسبت، أعلنت الدفاع الروسية أنها طهرت منطقة ماريوبول الحضرية بالكامل من القوات الأوكرانية. وقالت إنه لم يتبق سوى عدد قليل من المقاتلين في مصنع آزوفستال للصلب، الذي شهد اشتباكات متكررة.
مقتل أكثر من 4 آلاف
وأضافت الوزارة في منشور على الإنترنت أنه حتى 16 أبريل نيسان، فقدت القوات الأوكرانية في المدينة الساحلية المحاصرة أكثر من أربعة آلاف فرد.
فيما تحاول القوات الروسية منذ عدة أسابيع السيطرة على المدينة الواقعة على بحر آزوف وهو عبارة عن مسطح مائي شمال شرقي البحر الأسود.
في المقابل، لم يصدر أي رد فعل بعد من كييف على بيان الوزارة الروسية التي قالت أيضا إن 1464 جنديا أوكرانيا استسلموا حتى الآن.
كذلك، أكدت إسقاط طائرة أوكرانية بالقرب من أوديسا بعد أن نقلت أسلحة من الغرب.
“كذبة كبيرة”
في موازاة ذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية إن تقدير الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لخسائر أوكرانيا بـ3000 جندي “كذبة كبيرة”.
وكان زيلينسكي حذر في وقت سابق اليوم من أن القضاء على آخر القوات الأوكرانية في ماريوبول “سينهي المفاوضات” مع موسكو.
السيطرة على ميناء ماريوبول
يشار إلى أن قوات “جمهورية دونيتسك” الانفصالية، الموالية لموسكو، كانت أعلنت قبل أيام السيطرة على كامل ميناء ماريوبول.
ومنذ انطلاق العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية، في 24 فبراير الماضي، شكلت تلك المدينة المهمة، هدفاً استراتيجياً لروسيا، لاسيما أن الاستيلاء عليها سيتيح ربط المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون للروس في الشرق مع شبه جزيرة القرم (جنوبا) التي ضُمت إلى الأراضي الروسية عام 2014.