تَوسُّع إسرائيل آتٍ على حساب الفلسطينيين وبتمريرة إيرانيّة.

تشجيع حزب إيران في لبنان لحماس على عملية ٧ أكتوبر وإيهام الشعب الفلسطيني بالوقوف معه في قضيّته على مدى عقود، ما لبث أن غسل يديه من الحرب بحجّة واهية بأنهُ لم يكن يعلم. خلال حرب غزّة المستمرة لليوم ٤٤ ومع كل المجازر والتهجير الذي حصل للفلسطينيين تم إسقاط نظريّة وحدة الساحات الذي سوّق لها ليلاً نهاراً محور الممانعة بالضربة القاضية وأوقع الفلسطينيين بالفخ. دعم الحزب اليوم يقتصر على بعض المناوشات ضمن قواعد إشتباك مُتَفَق عليها بين الحزب وإسرائيل، وعلى الدُّعاء والصلاة لشهداء غزّة الذين يُقدَّمون قرابين على مذبح توسُّع إسرائيل وتوسُّع إيران في المنطقة بشراكة وتنسيق مع إسرائيل.

لعبت حركة حماس دور المفجِّر للحرب بدعم إيراني من أجل كسب نقاط داخلية ظرفيّة على منظمة التحرير الفلسطينية بهدف حجز مقعد متقدم لوراثة محمود عباس والقضية الفلسطينية. ولكن من حيث لم تدرِ أو مُجبرةً، بدأت مرحلتين جديدتين في الشرق ألأوسط الجديد أولهما مرحلة نهايتها والمرحلة الثانية
ألا وهي تشريع التوسُّع الإسرائيلي بحُجة أمن الدولة العبرية.

المرحلة الأولى – نهاية وجود حماس الفعّال، الدليل على ذلك تصريح الناطق العسكري للجماعة “أبو عُبيدة” في أول يومين من الحرب عن وحدة وتَوسُع الساحات في وجه إسرائيل وهذا ما لم يحصل. كذلك تصريح أكثر من مسؤول في حماس عن ضعف الدعم دون من المستوى من المحور في هكذا مواجهة مصيريّة. تُركَت حماس لمصيرها في أوجّ غضب إسرائيل من عملية ٧ أكتوبر التي أكسَبتها عطف الرأي العام العالمي وإجماع دوليّ على عدم وجود لحماس في أي صورة حل سياسي بالمستقبل.

المرحلة الثانية -إيجاد حجّة التوسع لإسرائيل، في هذه الحرب الرابح واحد وهي إسرائيل من خلال قضم جزء من قطاع غزة بحجّة القضاء على حماس والهدف تهجير الغزاويين إلى أقصى الجنوب بأقل تقدير أو حتى نقلهم الى سيناء وإستكمال التوسع الإسرائيلي على أرض فلسطين. نقل أهل القطاع الى سيناء طُرح بجديّة في بداية الحرب من أطراف دولية متعددة ولولا وقوف القِوى العربية وعلى رأسِها مصر و المملكة العربية السعودية والأردن في وجه مخطط التهجير لَكان أهل غزّة اليوم لاجئين في سيناء. الدليل على ذلك نشاط الولايات المتحدة ألأميركية في بداية الحرب على مفاوضة مصر لإستقبال اللاجئين في سيناء مقابل حوافز مالية للإقتصاد وإلغاء ديون مصر وبتمويل قطري. لم ينفِ الأمركيون هذا الطرح خلال الأيام الأولى للحرب وتم نفيُه فقط عند سقوط المحادثات مع الجانب المصري.

أوهَمت إيران الشعوب العربية بالمقاومة وبأنها الضنينة على القدُس والقضية، في حين أن القضية اليوم بأَمسّ الحاجة إلى الدعم، لم نجد من إيران وأذرُعها غير بعض الضربات المحسوبة بدقة و ضمن قواعد محددة والكثير من الخطابات على المنابر في محاولة لإستكمال تسويق نفسها الحامي الأول عن القضية الفلسطينية وإستعطاف الشعوب العربية التي تُعتبر قضية فلسطين نُقطة ضَعف لديها. ما التناغم بين إسرائيل والحزب على الحدود في جنوب لبنان و دوزنة أميركا للمعركة بينهما إلا دليل واضح على هذا التعاون المُستَمر.

إسرائيل المهزومة بنظر محور الممانعة هي اليوم في أفضل أيامها، فبإبعاد حماس عن القطاع بالحد الأدنى إلى خارجهِ (كما أبعدت ياسر عرفات عن لبنان وإضعاف زخم مقاومة فَتِح الداخلية وإلهائِها عن قضية فلسطين بحروب عبثية لا تخدُم القضية) تكون قد أنهت كل وجود مُسلَّح غير مُنضبِط على حدودها.

Exit mobile version