نحن في مرحلة سوف تمتد إلى أربعة أشهر حتى الانتخابات الأميركية، وهذه المرحلة تصب في مصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو ينتظرها منذ بدء حرب غزة لتنفيذ مخططاته، إدراكاً منه أن أميركا بجناحيها الديمقراطي والجمهوري غير قادرة على كبح جماحه. وهو صاحب مصلحة خاصة، لأننا جميعنا ندرك بأنه لولا عملية “٧ أكتوبر” التي أنقذته سياسياً، لربما كان اليوم يلقى مصير سلفه أولمرت ويقبع في السجن.
الإغتيالات في الضاحية وطهران هي أول الغيث وليست نهايته، وهي سوف تتواصل وتتصاعد سواء تمّ الردّ عليها أم لا. طهران مضطرة لمصلحتها الخاصة أن تعيد حساباتها وتنأى بنفسها عن الردّ الحقيقي والتضحية بشرفها لتفادي الأعظم والانزلاق إلى ما يريده نتنياهو. في المقابل، ستلجأ لأذرعها بما تعتقده أنه فك للإشتباك المباشر بينها وبين إسرائيل. وهنا يجب على السيد نصرالله الانتباه وإعادة حساباته.
الأيام والأسابيع والأشهر القادمة ستكون قاسية على الممانعة، وخاصة في لبنان. وإذا لم تكن تملك أوراقاً حقيقية، انسحب يا سيد حسن عن طاولة القمار، لأن رصيدك لم يعد كافياً لإطلاق الوعود والتهديدات الزائفة.