لم يكن ينقص الحزب إلا أن يتهم الحكومة اللبنانية بالمسؤولية عن إطلاق الصاروخ على مجدل شمس. هذا الكلام الساخر ليس إلا للدلالة على حالة الإرباك التي تخبّط بها الحزب بعد الإعلان عن حجم الخسائر البشرية التي أحدثها الصاروخ اليتيم، الذي أنكره أهله.
لا أستبعد صحة النفي الذي أصدره “الحزب” حول مسؤوليته المباشرة عن الصاروخ، ولكن هذا لا ينفي مسؤولية الحزب عن كل ما جرى ويجري على أرض الجنوب، وخاصة بعد الثامن من أكتوبر بإعلانه فتح جبهة الدعم والإسناد وفتح الباب أمام منظمات فلسطينية ولبنانية للإنتشار على أرض المعركة. ومع اشتعال النار، لا يمكن لأحد التحكم بمداها وحجمها وحصرها ضمن مستوى مدروس، ويمكن لأي خطأ أن يكون قاتلاً ومدمّراً. قلناها ونكرر بأن “الحزب” أعلن البداية ولكنه لا يملك أن يعلن ويرسم ويحدد النهاية، فشتان ما بين التوقعات والوقائع.
أما على صعيد الردّ، فيبدو أنه حتمي ولكنه سيكون محدوداً ومؤلماً. وفي حال تحلّى الحزب بالصبر والبصيرة بعدم الردّ، تعود الأمور إلى سياقها الحالي. أما المسؤول عن إطلاق الصاروخ فلا يمكننا التكهن به، ولكن الأغلب أن الصاروخ لم يكن يستهدف أطفالاً في الملعب الذي كان قبل أيام، بحسب ما قيل، مركزاً لتجمع جنود إسرائيليين وربما استُهدف لهذا السبب.
وعلى صعيد أخذ العبر من السيناريوهات التي وردت في الأمس، فحسناً فعلت الحكومة بإدانة استهداف المدنيين. ولكن مطلوب منها استباق ما يمكن أن تفعله إسرائيل في سياق ردودها اليوم أو مستقبلاً، لناحية تجهيز مطار القليعات وتشغيله، كما تفعيل الخط البحري بين جونية وقبرص، إضافة إلى ترخيص خط طيران مروحي مدني في الإتجاهين بين جونية وقبرص.