قُضي الأمر، كل شيء كان مُخططاً له، وليس من صدفة ولا من هدايا في السياسة، بل محور لتبادل الخدمات ومواجهة الداخل، وليس محور ممانعة لمواجهة إسرائيل والخارج… بكلام آخر، باسيل طالب بدعمه في انتخابات نقابة المهندسين من قِبل “الثنائي الخُميني” لتحقيق فوز مُزيّف، فكان له ما أراد، وصدر تكليف شرعي بانتخاب مرشّح باسيل لمركز نقيب، وتم منحه حوالي 2600 صوتاً.
إلا أن تبادل الخدمات داخل محور الممانعة، استوجب أن يلبّي باسيل شروط دعمه ويرد التحية بأفضل منها. وعليه، فقد قَبِل بتغطية جلسة التمديد للإنتخابات البلدية، وبالتالي تعهّد بحضور نواب تكتّل ما يُعرف ب “لبنان القوي” إلى المجلس للتّصديق مرّة جديدة على ضرب الدستور ونحر الديمقراطية تحت قبّة البرلمان وتحت أعين الشعب اللبناني الذي بات كالزوج المخدوع.
نعم، قُضي الأمر، نقيب للمهندسين في بيروت من “جمعية خريجي باسيل”، مقابل تطيير الإنتخابات البلدية والإختيارية، لأنه كان مُستحيلاً على “محور الخميني” تغطية التمديد بدون شريك مسيحي، وللأسف فقد أوجدوا باسيل من فئة “الخوارج” لهذه الغاية، وهو الذي يُجيد الزحف والمراوغة والإنبطاح وغيرها الكثير من التعابير المرادفة.
وبعد، فإن انتخابات نقابة المهندسين أثبتت أنها كانت بمثابة مشهد من مشاهد ممارسة الدعارة الإنتخابية علناً على خشبة مسرح النقابة، وها هو المحور ذاته يستعد لممارسة الدعارة السياسية في مشهد فاضح آخر عبر التمديد للمجالس البلدية والإختيارية.
في الختام، كل استحقاق، و”شعب لبنان العظيم” مفعول به، حتى يتحقق التحرر من باسيل ومن أمثاله وأفعاله المنافية للحد من الشعور بالمسؤولية وبالقِيَم اللبنانية، كي لا نقول بالقيم المسيحية التي كانت الأساس في بناء مؤسسات الدولة لا هدمها،
وفي صون الإستحقاقات الديمقراطية، وأيضاً في حماية الدستور لا تمزيقه والدوس عليه والرقص فوقه… والسلام.