“ترهيب كبير وخطير على المرشحين”… ماذا كشف الجوهري؟

يطرح إنسحاب المرشّح الشيعي الثالث من لائحة “بناء الدولة” في دائرة بعلبك – الهرمل، شكوكاً جدّية حول الواقع الإنتخابي في هذه المنطقة، لجهة حيادية وشفافية السباق الإنتخابي والمساواة بين المرشحين، خصوصاً في ضوء اتهامات وجّهها رئيس اللائحة الشيخ عباس الجوهري لـ “الحزب”، بالضغط على المرشحين أو على عائلاتهم، من أجل تعديل مسار الإنتخابات النيابية من المسار الديمقراطي إلى المسار الذي لا يعلو فيه أي صوت فوق صوت قوى “الأمر الواقع”.

وفي هذا السياق، يكشف الشيخ الجوهري، عن مناخ من الترهيب الكبير والخطير يُسجَّل على المرشحين، كما على البيئة الشيعية التي تدعم لائحة “بناء الدولة”، معيداً الأسباب المباشرة إلى القلق الذي يشعر به “الثنائي الشيعي” من الأصوات المعارضة له التي بدأت ترتفع في وجهه وتطرح التساؤلات حول دوره في المنطقة التي تعاني من الحرمان والأزمات، والتي تقترب من طرحنا السياسي، وهذا القلق يدفعهم إلى القيام بتصرّفات غير محسوبة، كالضغط وإطلاق الرصاص للترهيب، كما حصل أخيراً في المنطقة.

وعن حركة إنسحاب المرشحين من لائحته، قال الشيخ الجوهري، إنها أتت وبنسبةٍ كبيرة، بسبب الترهيب على هؤلاء والذي سمعوه شخصياً وشاهدوه بشكل مباشر من خلال عمليات إطلاق النار خلال جولتي قي قريتي، وهذه الواقعة توثّق في أطار الضغط على المرشح والناخب، وسيتمّ تقديم شكوى حولها إلى هيئة الإشراف على الإنتخابات، كما إلى المراقبين الأوروبيين، لأن المشهد، ومع الأسف، يشير إلى خرقٍ فاضحٍ للديمقراطية بأزيز الرصاص، واعتبر أنهم يمارسون كلّ ما تراكم لهم من قدرات أمنية في العمل المقاوم، كأنشطة في العمل السياسي والمعركة الإنتخابية، إذ يقومون بأعمال التجسّس والتنصّت ويشترون الأشخاص العاملين معنا، ويحاولون شراء ماكينتنا الإنتخابية.

وتحدّث الشيخ الجوهري، عن “تسعيرة” قد وُضعت في عملية الشراء هذه، إذ يدفعون للمنسّق أو الناشط 1000 دولار، وللشخص العادي مليوني ليرة، في سياق عملية ترهيب أولاً، وترغيب بالمال ثانياً. ولفت إلى أن “الناس في بعلبك، تعاني من ظروف إجتماعية صعبة في المنطقة، والذين يقبضون رواتب بالدولار هم أقلية والغالبية فقراء، ولذا، فإن موجة الإعتراض الشعبي تتوسّع على خلفية الأزمات، وفي مقدّمها أزمة انقطاع الكهرباء”.

وعن الجهة المستهدفة بهذه الحملات، وهل هم فقط المرشحين الشيعة أم “القوات اللبنانية” ومرشّحها النائب أنطوان حبشي، أجاب الشيخ الجوهري أن المُستهدف هو الخطاب الشيعي المعارِض في العمق الذي تؤسّس له هذه اللائحة، ولكن في العلن يقول “الحزب” إنه يحارب مرشح “القوات”.

وأكد أن التصرّفات والممارسات التي يقوم بها “بلطجيون” في المنطقة كالتعرّض للائحتنا، كما حصل بالأمس خلال لقاء انتخابي مع العرب، “إذ وبعد مغادرتي أتت عناصر ومارست ضغوطات على الذين شاركوا في اللقاء”، وإن كان “الثنائي” تنصّل لاحقاً من هذه الممارسات، علماً أنني إتصلت بمخابرات الجيش لمتابعة الموضوع”.

وكشف الشيخ الجوهري، أنه تلقى تهديداً مسبقاً قبل هذا اللقاء من أجل منعه، ولكنه أصرّ عليه ولم يتعرّضوا له شخصياً، “لأن كلفة أي اعتداء عليي غالية”.

زر الذهاب إلى الأعلى