ليس بغريب أن يجد المدخن نفسه أمام تحدٍ كبير وحيرة عند البحث عن وسائل تساعده في الإقلاع عن التدخين أو التخلص من سلبياته، وهذه الحيرة تنبع من الالتباس الناتج عن سوء فهم الاختلاف بين المنتجات التقليدية والبديلة كتلك العاملة على التسخين، وهو ما يعزى لعدم إتاحة وصول المعلومة الصحيحة والمعرفة، والاطلاع على تجارب الآخرين بسهولة.
اليابان، استطاعت أن تحقق نتائج إيجابية قياسية من حيث تخفيض استهلاك السجائر التقليدية بنسبة بلغت 43% خلال الفترة ما بين العامَين 2016 و2021 فقط، أما بريطانيا فتمكنت بدورها من تخفيض نسبة المدخنين بمقدار الثلث على مدار السنوات العشر الماضية، وذلك لتبنيهما أنظمة توصيل النيكوتين البديلة وحرصهما على منح حق المعرفة بها، ما برهن عدم جدوى السياسة التقليدية التي أُنفِقَت المليارات ضمنها لمكافحة التبغ، والتي على الرغم من ذلك ظل معها عدد المدخنين حول العالم – والبالغ 1.1 مليار مدخن- ثابتًا على مر عقدين من الزمان.
ولعل الجديد في مفهوم المنتجات البديلة المعتمدة على تسخين التبغ بدلًا من حرقه، أن هذه المنتجات تسهم بشكل كبير في تخفيض مستويات المواد الكيميائية الضارة التي تقف وراء معظم الأمراض المرتبطة بالتدخين، إضافة إلى توفيرها تجربة حسية مماثلة لمذاق ونكهة النيكوتين – الذي ثبت أنه ليس المسؤول عن الأمراض المرتبطة بالتدخين وإن كان قد يؤدي للإدمان- وذلك من دون دخان، ولا رماد، مع رائحة عالقة أقل، وإن كانت لا تخلو تمامًا من الضرر.
وتعمل المنتجات البديلة الخالية من الدخان مثل التبغ المسخن، على تسخين التبغ لحرارة أقصاها 350 درجة مئوية، مقصية عملية الاحتراق التي تزيد الحرارة فيها على 800 درجة مئوية في السجائر التقليدية بفعل الإشعال. وعلى الجانب الآخر، يُعتبر الدخان الناتج عن عملية الحرق في السجائر السبب الرئيس للأمراض المرتبطة بالتدخين، فهو يحتوي على العشرات من المواد الكيميائية السامة، والتي يتولد معظمها عندما يتم حرق التبغ في السيجارة.
وبتوافر هذه الحقائق العلمية، فإن جهود سياسة الحد من أضرار التدخين تكون قد اتخذت منحى جديد يعتمد على المعرفة والعلم في تقديم بدائل خالية من الدخان كخيارات أفضل عن الاستمرار باستهلاك السجائر التقليدية، علمًا بأن الخيار الأفضل دائمًا هو الإقلاع النهائي عن التدخين.
جرى توفير هذه المقالة للقراء برعاية شركة فيليب موريس منجمنت سريفسس – لبنان.