ستبقى القوات اللبنانية تواصل مساعيها لإعادة الإعتبار إلى الحياة السياسية الراقية وهي لن تنزلق البتة إلى الأساليب الصبيانية في شيطنة الآخرين مهما بلغ الشرخ والخلاف حول المشاريع المطروحة وأبرزها اليوم تصارع مشروعين حول دور لبنان وعنوان هذه المعركة اليوم المواجهة القائمة بين القوات اللبنانية وحلفائها والحزب الفارسي وعملائه والمستفيدين منه والخائفين منه…
يستطيع أي كان بالكاد يمثّل نفسه أن يقول ما يشاء فهذه ميزة لبنان بحريته ونظامه الديمقراطي الذي نتمسك به على الرغم من سلبياته والذي يبقى أفضل من النظام الشمولي الذي يسعى إليه الحزب الفارسي بممارسة ضرب النظام من قلب النظام وبوسائله المشروعة لأهداف غير مشروعة ونقولها بقلب متواضع بأن القوات تشكّل العقبة الأصعب والأصلب في وجه نجاح مخططه من دون التنكّر لجهود آخرين نجد فيهم تلقائياً قيمة سيادية مضافة…
أما القوات اللبنانية من جهتها فلا تستطيع الإنزلاق إلى هذا المستوى من الإفلاس السياسي في مخاطبة الغرائز وستبقى القوات تخاطب العقل والمنطق فهي لا تمثل نفسها فحسب ولا تسعى لحصد مقعدين نيابيين أو ثلاثة لإثبات وجودها على حساب مصلحة البلاد والعباد، فهي مؤتمنة على تاريخ من التضحيات وبذل الذات في سبيل الوطن والمواطن وهذا التاريخ هو ملكنا ونفتخر به، إنما في المسار السياسي فالقوات تعمل من أجل مستقبل يليق بلبنان واللبنانيين، وأكيد أكيد أكيد لن نسلك المسار الإلغائي الذي يعتمده أولئك الصبية في السياسة الذين لا ينظرون إلى أبعد من أنوفهم وينظّرون على تاريخنا لأنهم لا يستطيعون الإرتقاء إلى مستوى التحديات الأكبر من قدرتهم…
نقوم بواجباتنا، أما المدّعين الراغبين بمهاجمة القوات خدمة للحزب الفارسي سواء عن إدراك أو من دونه، فما عليهم إلا تشكيل نقابة إذا استطاعوا التوافق فيما بينهم، أو الوقوف في الصف لاستفراغ مكنوناتهم، فنحن لدينا وطن نحميه ونبنيه ونعيد له رونقه.