تصعيدٌ مفاجئ للعهد… إبتزازٌ رئاسي باكر؟

رسالتان سلبيتان وجههما الفريق الرئاسي امس الى رئيس مجلس النواب نبيه بري لم تفصل بينهما الا ساعات قليلة. فرئيس الجمهورية العماد ميشال عون بدا يغمز من قناة بري في معرض حديثه امام زواره عن حماية سياسية يتمتّع بها مَن يتلاعبون بالوضع المالي في البلاد، حين قال “هناك من يتلاعب بالمسائل المالية وبسعر صرف الدولار وهو ما يؤثر بشكل سلبي على المواطنين وهناك تقارير من قبل اخصائيين محليين ودوليين تشير الى وجود جهات هدفها تأزيم الوضع ومنها من هو في موقع السلطة”.

اما مساء، فأطل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في حديث تلفزيوني ليواصل التصعيد لكن بالمباشر على رئيس المجلس، فسأل “كيف يمكن أن نحسب أننا أكثرية مع الرئيس بري ونحن على طرفي نقيض في السياسة”؟، مشدداً على أنه “ليس هناك موجب لانتخاب الرئيس بري مجدداً لرئاسة مجلس النواب”. ولم تفت باسيل ايضا الاشارة الى حماية يحظى بها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة سائلا “أي نوع من الحماية تلك عندما يصدر قاضٍ حكماً قضائياً بحاكم مصرف لبنان ولا تنفذه الأجهزة الأمنية”؟

بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فان هذه الحملة المتجددة من العهد على عين التينة هدفها مزدوج. الاول: شد العصب الانتخابي، حيث يدرك الفريق الرئاسي جيدا ان انتقاد بري وحركة امل “بيّيع” مسيحيا، وانهما غير “محبوبين” في الشارع المسيحي سيما بعد رفض بري تسليم النائبين غازي زعيتر وعلي حسن خليل الى العدالة في قضية انفجار المرفأ. ويهدف باسيل الى ان يقول للناس: صحيح نحن على لوائح مشتركة في اكثر من منطقة لان تعزيز فرص فوزنا يتطلب ذلك، الا اننا لسنا لا اصدقاء ولا حلفاء.. فهل يصدّق الناخبون هذه الرواية؟

الهدف الثاني، رئاسي، تتابع المصادر. فمنذ الآن يبدو العهد فتح باب البازار الرئاسي ويحاول الضغط على بري. فالاخير مقرب من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وسيصوت له لا لرئيس البرتقالي اذا كان السباق محصورا بينهما في خندق 8 آذار. من هنا، يريد عون وباسيل القول لبري “اقترب من باسيل كي تفوز باصواتنا النيابية وكي يكون انتخابك ميثاقيا خاصة وان القوات اللبنانية حسمت أمرها بعدم التصويت لبري”.. فهل ينفع هذا “الابتزاز” الناعم مع رئيس المجلس؟

على اي حال، الوقت لا يزال مبكرا للدخول في هذه التفاصيل.. فلننته من الاستحقاق الانتخابي اولا، ولنر التوازنات التي سيفرزها، وبعدها لكل حادث حديث، تختم المصادر.

Exit mobile version