تعلّم من نتنياهو، يا سيد
“إعرف عدوك” عبارة مألوفة ولكن يجب أن نألف أيضاً عبارة ثانية “إعترف بعدوك” وثالثة “تعلّم من عدوك”، وفي هذه الأخيرة تحديداً ينبغي على السيد حسن الإقتداء بها ودرس زيارة نتنياهو الأميركية بهدوء وروية ورؤية وصبر وبصيرة والبناء عليها حتى لا يقول غداً “لو كنت أعلم”، فالطفل يعلم ونتنياهو لم يحاول إخفاء نواياه…
نتنياهو الذي يعاني من أزمة داخلية غير مسبوقة هو الوجه الآخر للسيد حسن الذي يعاني هو الآخر من أزمة داخلية غير مسبوقة، ولكن لا بدّ من الإعتراف لرئيس وزراء العدو بحسن إدارة موارده ومعاركه، هو المتهم، عن حق، بجرائم حرب مرتكبة في غزة لم تتمكن حتى الإدارة الأميركية من تجاهلها وتجاوزها، دخل نتنياهو إلى عقر بيتها الأبيض وكونغرسها وصال وجال وقال كما يشاء، أنسى العالم أربعين ألف قتيل فلسطيني ومئة ألف جريح وعشرة آلاف مفقود وملايين المهجرين ودمار قطاع غزة عن بكرة أبيه وذلك باصطحاب بعض المصابين ومجموعة صور واستحضار ذكرى ١١ أيلول وكل ذلك للإنتصار في معركة الرأي العام، وقد فعل، شئنا أم أبينا، وذلك كله حتى لا يوقف الحرب القائمة في غزة وتلك القادمة في لبنان رافضاً منح الديمقراطيين على أبواب الإنتخابات الرئاسية الأميركية ورقة الهدنة في غزة والتهدئة في جنوب لبنان…
رئيس وزراء العدو بحاجة للحرب يا سيد، والحرب بحاجة لذريعة وأنت تمنحه إياها على طبق من الغباء، وتوازن الرعب لم يؤدِّ فعله في الردع، لا تعلم يا سيد ولا تتعلم، والجرائم المرتكبة في غزة حصدت استنكاراً دولياً، ولكن هذه حدودها ولن تمنع المجتمع الدولي من الوقوف خلف إسرائيل، أو الإنجرار خلفها مرغماً، لا فرق في النتائج، مقابل هذا الغباء المطلق يا سيد، هناك تصرّف واحد ذكي يمكنك فعله ونتيجته تؤدي إلى إبعاد كأس الحرب وحفظ ماء الوجه، تراجع في الملف الرئاسي واختبئ خلف الدولة والمؤسسات الشرعية وانزع فتيل النزاع الداخلي وتوقّف عن تخويف اللبنانيين، النصيحة اليوم شبه مجانية، غداً قد لا تستحق الثمن.