تقرير: كورونا سبب الحزن لكثير من الأميركيين

تعتقد لوسي إسبارزا-كاساريز، أنها أصيبت بفيروس كورونا أثناء عملها في استطلاعات الرأي خلال الانتخابات التمهيدية في كاليفورنيا لعام 2020، قبل أن تنقله إلى زوجها ديفيد وشقيقة زوجها يولاندا وحماتها بالفينا.

وعلى الرغم من أن لوسي نفسها أصيبت بأعراض سيئة للغاية، إلا إن إصابة زوجها كانت أسوأ، حيث توفي بعد 13 يوما من دخوله المستشفى، كما توفيت شقيقته يولاندا بعد شهرين.

وفيما تعافت والدة زوجها، من المرض، إلا أنها أصيبت بضرر نفسي بالغ بعد أن فقدت اثنين من أبنائها في عدة أشهر، قبل أن تتوفى بعدهما.

وفجأة، وجدت لوسي، مثلها مثل العديد من ضحايا الوباء، نفسها في منزل خال من أي شخص سواها.

ونشرت صحيفة The Atlantic شهادات من ممرضين وأصحاب دور جنائز تحدثوا عن مرضى يموتون بالعشرات، وعن عوائل تفقد الكثير من أفرادها بفارق زمني بسيط بين أحدهم والآخر.

وفي غضون عامين فقط، أصبح COVID ثالث أكثر أسباب الوفاة شيوعا في الولايات المتحدة بنحو مليون ضحية إجمالية.

ويعني هذا أيضا، بحسب الصحيفة، أصبح المرض ثالث سبب رئيس للحزن في الولايات المتحدة.

ويقول التقرير “كانت الوفيات الناجمة عن COVID غير متوقعة، وفي غير الوقت المناسب، ومؤلمة بشكل خاص”.

وأشارت القصص التي نقلتها الصحيفة إلى أن “الحزن الذي يسببه الموت بكوفيد مختلف، حيث أن الموت يأتي مفاجئا، ومؤلما للغاية”، مضيفة نقلا عن ذوي ضحايا إنهم “حرموا حتى من الدعم العائلي ودعم الأصدقاء لأن العائلة والأصدقاء فقدوا أشخاصا آخرين في وقت متزامن”، أو لأن “التعليمات بالتباعد الاجتماعي فرقت العوائل في وقت المحنة”.

من جهة أخرى، حرم كوفيد مئات الآلاف من الأحباء من أن يكونوا مع أحبائهم في لحظاتهم الأخيرة، حيث أن العديد منهم بقي في غرف العناية المركزة المعزولة لأيام أو أسابيع قبل وفاته.

وينقل عن سارة فاغنر، عالمة الأنثروبولوجيا في جامعة جورج واشنطن التي تبحث في الموت والحداد، أوجه تشابه بين تجارب حزن كوفيد والأشخاص الذين فقد أحباؤهم خلال الحروب.

ويمكن أن تساعد الطقوس الاجتماعية الناس على التعامل مع الشعور بالذنب وعدم اليقين، ولكن خلال معظم فترة الوباء، لم تحدث الجنازات كما كانت سابقا، مما حرم الناس من مصدر مهم للدعم العاطفي.

وبعد الموت، يمكن أن يساعد التواصل الاجتماعي المشيعين على التأقلم.

وبينما اختفى الدعم، انتشرت التذكيرات بالخسائر.

وقد وجد الكثير من الناس أنفسهم معزولين في منازل أصبحت الآن فارغة.

والهواتف التي شاهدوا عليها أحباءهم يموتون عبر تطبيقات الاتصال لا تزال في أيديهم كل يوم.

وأضافت الصحيفة نقلا عن العديد من الشهود إنه كان من المحزن أيضا “تحول أحبائهم إلى إحصاءات” تنشر عن الخسائر بسبب كوفيد.

وتمثل وسائل الإعلام والأخبار سببا إضافيا آخر لزيادة الحزن، بالنسبة للصحيفة.

ونقلت عن أشخاص فقدوا أطفالهم نتيجة كوفيد إحساسهم بالحزن الهائل كل مرة يسمعون إن كوفيد لا يؤثر على الأطفال.

كما قالت إن “استخدام المرض في الصراعات السياسية والاجتماعية يسبب حزنا هائلا لذوي الضحايا أيضا”.

ونقلت عن ذوي أحد الضحايا ممن لم يكن يرغب بتلقي لقاحات، قوله إنه “يشعر بالغضب كل مرة يظهر فيها منتقدو اللقاحات على التلفاز”.

زر الذهاب إلى الأعلى