يشكل هذا اليوم ترجمة وامتداداً ونتيجة لأهم حدثين حصلا في لبنان خلال عقدين من الزمن، ثورة “١٤ أذار” وثورة “١٧ تشرين” فالتقاطع لا ينحصر بين المعارضة والتيار بل يشمل معظم القوى والشخصيات الرافضة لهيمنة الحزب والتي توسّعت من نواة معارضة صلبة إلى كيان أكبر قادر على فرض مواجهة سياسية ندية لمحور الممانعة يشكّل الإستحقاق الرئاسي بدايتها وليس نهايتها…
لا عودة إلى الوراء بعد اليوم، وما رفض الحزب الإعتراف به بعد الإنتخابات النيابية وخسارته الأكثرية النيابية وبعد تصريحات مسؤوليه بأن النتيجة لا تغيّر شيئاً (متفقاً مع الدكتور فارس سعيد) فاستحقاق اليوم يؤكد بأن الحزب لم يكن يعلم، على أمل أن يتعلم من استحقاق اليوم بأنه لم يعد وحيداً في هذا البلد يأمر فيُطاع كما كانت عليه الحال منذ ٧ أيار ٢٠٠٨، اليوم يسقط وهج السلاح بضربة سياسية قاسية في جلسة وإن كنا نخشى نتائجها فهو يخشاها أضعافاً مضاعفة…
اليوم لا تقلب المعارضة الطاولة بل تعيد تقويمها ليجلس الجميع عليها بتوازن قوى مختلف وقواعد اشتباك أو حوار مغايرة لما شهدناه في المرحلة السابقة وذلك من دون نقطة دماء ولا حتى ضربة كف أو رياضة صباحية بالقمصان السود بعد صدور نتيجة امتحان اليوم بعلامة صفر خوف.