عشيّة الإستحقاق السياسي الأهم، المعركة الانتخابيّة في أوجها في المناطق اللبنانيّة، والمتاريس السياسيّة حامية، فبعد الإفطار الرمضاني الذي جمع رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل برئيس تيار المردة سليمان فرنجيّة برعاية الأمين العام للحزب حسن نصرالله، باتت تعليمات ميرنا الشالوحي تكمن برمي الإتهامات جزافًا على الصيفي ومعراب.
بحيث أكد باسيل بعد ساعات قليلة من الإفطار أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع نجح بإفشال عهد الرئيس ميشال عون، قائلاً: ”وزبطت خطّة جعجع ان يأتي بميشال عون ليفشّله”، وسأل باسيل أمس الأحد: “هل صدقتم كذبة رئيس حزب الكتائب سامي الجميل بأنه لم يكن يريد المشاركة في أولى حكومات العهد؟ كان يريد ذلك لكن كان يطالب بحقيبة لألبير كوستانيان، وكنا نتفاوض مع الجميّل لينتخب عون وهناك مشروع اتفاق مكتوب ووقع الخلاف لأنه كان يريد من عون ان يزور الصيفي لا بكفيا”.
جبور: وحده باسيل يتحمل مسؤوليّة فشله
رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبّور علّق على كلام باسيل، بالقول في حديث لموقع ”نداء الوطن”: “لسنا في مزاج الرد على النائب باسيل لأنه في السنتين الماضيتين، أي منذ ثورة 17 تشرين، قام الشعب اللبناني بالمطلوب وأكثر، وانتفض بوجهه وبوجه حلفائه، بعدما اكتشفت الناس حقيقة باسيل وفريقه السياسي على حقيقتهم، والثورة بمعظم تحركاتها ردت عليه من أقسى الجنوب الى أقسى الشمال، وذلك إنطلاقًا من أن هذا الفريق انكشف على حقيقته، فهو يرفع شعارات ويمارس عكسها، والدليل أنه لم يجد من يتحالف معه في الدوائر الإنتخابيّة، باستثناء حركة أمل والحزب، انطلاقًا من أن الأخير يرعى تحالفات باسيل، بعدما انتكس التيار الوطنيّ الحرّ”.
وأضاف جبور: “كلام باسيل مليء بالأضاليل ولا علاقة له بالواقع، لا من قريب ولا من بعيد، ولكن ما لفتني من كلامه، يكمن باتهام القوات بإفشال عون بعد عملية انتخابه لرئاسة الجمهورية، وهذا أمر مستغرب جدًا، لأن كتلة القوات كانت آنذاك في العام 2018 تتألف من 8 نواب، فكيف لكتلة صغيرة إيصال مرشح للرئاسة؟ وإلّا لكانت أوصلت الدكتور جعجع الى بعبدا”.
وتابع: “الأغرب من ذلك هو اتهام القوات بإفشال العهد، فيما كان هذا العهد لديه: رئيس للجمهورية، وأكثرية نيابيّة، وأكثريّة وزاريّة، وتحالف كبير مع الحزب في معظم الإدارات والمكاتب التي كانت تحت تصرفه، وهذا دليل على أنه يريد أن يرمي فشله، بينما كانت معظم السلطات تحت يده، وكان يحظى بدعمٍ كبير”.
وسأل: “كيف يمكن لأي لبناني أن يصدق كلام باسيل في هذا الخصوص، وهو حكم وتحكم لسنوات بالبلد، وبالتالي هو وحده يتحمل مسؤوليّة فشله، لأنه عندما وصل الى السلطة، اختُبِرَ لدى الرأي العام بأنه يمارس خلافًا بما يعلن، وبالتالي هو أفشل نفسه بنفسه، خصوصًا عندما باتت معظم مؤسسات وإدارات الدولة تحت تصرفه، وتصرفاته وادارته وممارساته السيئة، أوصلت الوضع الى ما نحن عليه، فلا يمكنه أن يرمي مسؤولية الفشل على الآخرين”.
ريشا: كان هناك عرض لنا في الصيفي لكننا رفضنا المحاصصة
أما رئيس جهاز الإعلام في حزب الكتائب اللبنانية باتريك ريشا فنفى كلام باسيل جملةً وتفصيلًا، قائلاً في حديث لموقع ”نداء الوطن”: “تمت إثارة موضوع الطرح لإدخالنا في حكومة العهد الأولى عشرات المرات في الفترة السابقة، ونحن أكدنا أننا رفضنا هكذا طرح”.
وتابع: “السلطة كانت قاتلة حالها تتفوت الكتائب عالحكومة”، مشيراً الى أنهم أرسلوا الى الصيفي شخصيات عدة مع عروض مختلفة، طمعًا بإدخالنا الى الحكومة، لكننا رفضنا كل العروض، بما أن هدفهم الرئيسيّ كان يكمن بإسكات المعارضة، ووضعنا جميعنا في السلة نفسها”.
وأردف: “نعم كان هناك عرض، لكننا رفضنا التفاوض رغم كل المراسيل التي أرسلت، والفريق الذي يروج لهذا الكلام هدفه إظهار حزب الكتائب أنه لا يعارض بطريقة جديّة، إنما يعارض لأسباب متعلقة بالمحاصصة، كون الأغلبية منهم معتادة على العمل بهذا النهج، لكنه ليس أسلوبنا نحن الكتائبيين”.
وردًا على إتهام باسيل للكتائب بالسعي لإنتخاب عون ضمن سلّة متكاملة لم يتم الإتفاق عليها، قال ريشا: “في حال كان هذا الكلام صحيح، لماذا ناموا على الموقف 6 سنوات؟ ونحن كنا قد أعلنا موقفنا سابقًا برفض التصويت لأي مرشح من 8 آذار، وذلك قبل التسوية الرئاسيّة”.
وأضاف: “نعم أتت وفود من التيار الوطني الحرّ ومعها أوراق مكتوب عليها اتفاقات، وعرضوها عشرات المرّات علينا إلّا اننا رفضنا مرارًا هذه الاتفاقات وقلنا لهم: “مع السلامة”، مشددًا على انهم التقوا وفودًا من تيار المردة قبل الاستحقاق الرئاسيّ وكانت نتائج اللقاءات مماثلة للقاءاتنا مع التيار العونيّ، واللقاءات كانت لأغراض سياسيّة بهدف متابعة ما إذا كانت هناك نيّة لدى البعض بتغيير السقف السياسي الخاص بكل من الرئيس عون والوزير فرنجية”.
وختم: “حاولوا زيادة حصتنا في المفاوضات، وحاولوا توقيع اتفاق محاصصة مثلما حصل مع غيرنا لكننا رفضنا، واتحدى أن يظهر أحدٌ ورقة صادرة من الكتائب في هذا الخصوص”.
إذًا، نهج الإتهامات والردود والكذب والرد على الرد سيخيّم على الساحة اللبنانية من اليوم وحتى انتهاء الإستحقاق الإنتخابي، فبعض الماكينات الإنتخابيّة على أكمل الإستعداد بالحلال أو بالحرام لتشويه بعض الأفرقاء السياسيين لأغراض إنتخابيّة حصرًا ولو كان السيناريو الملفق غير واقعيّ، تحت مقولة: “أكذب أكذب حتى تصدق نفسك”.