حث حلف شمال الأطلسي كوسوفو، السبت، على تهدئة التوترات مع صربيا وذلك في اليوم التالي لدخول حكومتها عنوة إلى مباني البلدية لتنصيب رؤساء بلديات في مناطق سكانها من أصول صربية في شمال البلاد.
ووقعت اشتباكات أمس الجمعة بين شرطة كوسوفو والمحتجين المعارضين لرؤساء البلديات من أصل ألباني.
ودفعت الاشتباكات صربيا لوضع جيشها في أعلى درجات التأهب ونقل وحداتها إلى مناطق قريبة من الحدود.
وقالت أوانا لونجيسكو المتحدثة باسم حلف شمال الأطلسي في منشورعلى “تويتر”: “نحث المؤسسات في كوسوفو على وقف التصعيد على الفور وندعو جميع الأطراف لحل الموقف من خلال الحوار”.
وأضافت أن قوة حفظ السلام بقيادة الحلف في كوسوفو التي يبلغ قوامها 3800 فردا ستظل في حالة يقظة.
من ناحيته، دافع رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي عن مرافقة الشرطة لرؤساء البلديات الجدد.
وكتب على “تويتر”: “من حق أولئك المنتخبين في انتخابات ديمقراطية تولي مناصبهم دون تهديدات أو ترهيب، ومن حق المواطنين أيضا أن يخدمهم هؤلاء المسؤولون المنتخبون”.
وأعلن مجلس الأمن الصربي، السبت، أن جيش البلاد لا يزال في حالة تأهب قصوى.
وجاء في بيان صدر عن المجلس في أعقاب جلسته السبت، نقلته وكالة نوفوستي الروسية: “بسبب الاستخدام الوحشي للقوة من جانب (رئيس وزراء كوسوفو) ألبين كورتي وهياكله ضد الشعب الصربي في كوسوفو وميتوهيا، لا تزال القوات المسلحة الصربية في حالة تأهب قصوى”.
وقاطع نحو 50 ألف صربي يعيشون في أربع بلديات بشمال كوسوفو، من بينها زفيتشان، الانتخابات التي جرت في 23 أبريل احتجاجا على عدم تلبية مطالبهم بنيل حكم ذاتي أكبر. ويمثل ذلك انتكاسة جديدة لاتفاق سلام أُبرم في مارس بين كوسوفو وصربيا.
وانتقد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة، حكومة كورتي لتصرفاتها في المنطقة الشمالية قائلا إنها “أدت إلى تصعيد التوترات دون داع، وتقوض جهودنا للمساعدة في تطبيع العلاقات بين كوسوفو وصربيا وستكون لها تداعيات على علاقاتنا الثنائية معكوسوفو”.
وبعد حوالي عشر سنوات من انتهاء الحرب، لا يقبل الصرب الذين يعيشون في المنطقة الشمالية من كوسوفو إعلان استقلال البلاد عن صربيا الصادر في 2008 وما زالوا يرون أن عاصمتهم هي بلغراد.
ويشكل ذوو الأصول الألبانية أكثر من 90 بالمئة من السكان في كوسوفو بينما يشكل الصرب أغلبية في المنطقة الشمالية فحسب.