صعوبة الإنقسام اللبناني ليس فقط في تناقض المشروعين الاستراتيجيين إنما في تعدد الحضور الطائفي في كلا المشروعين، ومن العبث التحدث عن الحس الوطني على الرغم من اعتراض النائبة حليمة قعقور ورفضها الإنضمام إلى الإصطفافات التي تضم ١٢٥ نائباً إذا افترضنا أن نائبي التغيير الآخرين يشاطرانها الرأي…
الحوار المطلوب اليوم هو حول الجمهورية القديمة للإنتقال إلى “لبنان الجديد” الذي يريده كل طرف على قدر آماله ومعتقداته ومشاريعه، وهذا الطرح المخفف بتسمية “تغيير التركيبة” فرضه الطرف الذي يستقوي على اللبنانيين الآخرين ويستخدم ديمقراطية نظامه في تعطيل النظام والحكم ومعيشة اللبنانيين الرافضين والمؤيدين والراضخين رغماً عنهم لمشيئة الحزب…
فقدان الحس الوطني مآله فقدان الإنتماء للبنان، فلا أحد يريد الإنتماء إلى جهنم فوق الأرض حتى لو كان المقابل الإنتقال إلى الجنة بعد عمر طويل فهناك سبل أخرى أفضل وأفعل غير تلك التي يمنحنا إياها الحزب لبلوغ مثوانا الجميل.