لا يشعر اللبنانيون بالفخر والعزة والكرامة الوطنية نتيجة نصب الحزب خيمة على الحدود الجنوبية في حين يخيّم على الجنوبيين القلق من أن يصبحوا نزلاء الخيم بعد تدمير منازلهم في حال نشوب نزاع عسكري لن يتسبب في إلغاء أي من طرفي النزاع…
التوقيت ليس بريئاً ولا مصادفة وكان بإمكان مغامرة الحزب الإنتظار حتى تشرين قبل نصب الخيمة ونشر التوتر رأفة باللبنانيين الذين ينعمون بقدوم السواح وانتعاش الحركة الإقتصادية وضخ الأوكسيجين في جهنم التي وضعهم فيها الحزب وأعوانه نتيجة لسنوات وعقود من المغامرات خدمة لمشروع أسياده…
“ح ز ب” الله وإن كان يعلم، إنما لا بد من مصارحته بأوضاع الجبهة الداخلية وبأن معظم اللبنانيين سيكون موقفهم “فخار يكسّر بعضو” و “انشالله ما بيبقى حدا من طرفي النزاع” وبأن المغامرة الحدودية لم يعد بالإمكان صرفها في الداخل تعزيزاً لسطوته على الدولة اللبنانية وسلبطته على الشعب اللبناني على النحو الذي كان قائماً حتى الآن…
على الأرجح أن التوتر جنوباً مرتبط بالتجديد للقوات الدولية وتعديل مهامها ميدانياً وجغرافياً من دون استبعاد أن يؤدي التوتر إلى نشوب نزاع مسلّح لا يريده الطرفان ولكن المؤكد هو أن لبنان يدفع الثمن في الحالتين.