دخل الطفل عدي جعفر واعياً إلى المستشفى وخرج جثّة… حسرة عائلة وتحقيق في سبب الوفاة!
كان الطفل عدي جعفر، ابن الثلاث سنوات ونصف السنة، يغمر المنزل بالسعادة، قبل أن يخطفه الموت على غفلة. هو الذي كما يؤكّد قريبه لـ”النهار” دخل على قدميه إلى المستشفى ليُخرَج منها جثّة هامدة”.
خسرت عائلة جعفر وحيدها لكنّها اليوم تطالب بحقّها في معرفة الحقيقة، من مبدأ التسليم بمشيئة الله إلى شكوك في ما جرى وطرح علامات استفهام كثيرة، تحوّلت وفاة عدي إلى قضية قضائية ستمضي بها العائلة حتى النهاية.
من ارتفاع في الحرارة إلى تقلّب في وضعه، تأرجح الطفل عدي بين الجيّد والمتقلّب، لكن لم يكن هناك ما يثير الخوف أكثر. لم يستخفّ والداه بالحرارة منذ اليوم الأول، كما يؤكّد عمّ الطفل لـ”النهار”، “لقد تواصلا مع طبيبته التي وصفت له “البانادول” وأدوية أخرى لتحسين حالته.”
عانى عدي من ارتفاع في الحرارة نهار الجمعة الفائت، وبعد اتّصال بالطبيبة بدأت حالته تتأرجح قبل أن يصبح في وضع أحسن. ومع ذلك، أخذ ذوو الطفل موعداً في عيادة الطبيبة كما طلبت الأخيرة فحص عدي، وهذا ما حصل.
ويروي عمّ عدي أنّ: “ابن اخي كان في صحّة جيدة ومرّ أخي قبل توجّهه إلى العيادة لتسليمي بعض الأوراق وأكّد لي أنه أفضل بكثير. ولكن ما إن وصل عدي حتى شعر أنّه متعب وليس على ما يرام، فتوجّه به شقيقي فوراً إلى طوارئ المستشفى بدل العيادة. وُضع له الأوكسجين وكان لا يزال يلعب على الهاتف قبل أن تقع الكارثة”.
لم يفهم أحد ما جرى، فبعد أن كان عدي أمام عيون والديه فجأة أُخرجا من الغرفة بصورة عاجلة بعد توقّف قلبه. بقي الأطباء كما يشرح عمّه “حوالى 40 دقيقة في محاولة لإنعاشه، إلّا أنّ جميع المحاولات الطبية باءت بالفشل. لكن قبل توقّف قلبه أعطي عدي علاجاً وقالوا لوالدته أنّه سيتسبّب في تعرّقه، إلّا أنّه سرعان ما تدهورت صحّته وأخرج رغوة من فمه.”
كان وقع الموت صاعقاً، لم يكن أحد يتصوّر أنّ عدي سيستلم للموت بهذه السرعة، هو الذي دخل إلى المستشفى بوعيه. إلّا أنّ ما جرى بعد حادثة وفاته أشعل موجة الغضب في نفوس الأقارب والعائلة.
كان ردّ الطبيبة على اتصال أحد الأقارب صاعقاً لمعرفة حقيقة ما حصل مع الطفل، من هنا بدأت قصة أخرى ومعها بدأت معركة قضائية يسعى الأهل إلى المضي بها حتى النفس الأخير.
ويشير العمّ إلى أن “الوالدين يعرفان تماماً أنّ الحقّ ضائع في هذا البلد، خصوصاً في ظلّ وجود مؤسسات كبيرة لها صيتها في لبنان، ومع ذلك سنمضي بالدعوى. بالنسبة إلى العائلة يتكفّل المحامي في الدعوى بتهمة “القتل المتعمد”، في حين أُبلغت العائلة عن فتح تحقيق من قبل وزارة الصحة لمعرفة ملابسات الوفاة والأسباب المسؤولة عنها”.
ما يؤلم العمّ أن “عدي وحيد والديه ولم يقصّرا تجاهه منذ اللحظة الأولى. عدي كملاك زارنا 3 سنوات ونصف قبل أن يرحل. لقد كان كلّ شيء بالنسبة إلى والديه والعائلة، واليوم الحسرة كبيرة والوجع لا يُضاهيه وجع.
هذا وقد أصدرت عشيرة آل جعفر بيانًا في الأمس “تدين بشدّة الممارسات الطبية الخاطئة والتي أودت بحياة الطفل عدي محمد جعفر الذي تعرض لأبشع أنواع الاستخفاف الطبي بالمعالجة الطبية السريعة في قسم الطوارئ وعلى يد أطباء متمرّنين وطبيبة”، مناشدين “وزير الصحة العامة ونقابة الأطباء بفتح تحقيق فوري وشفّاف لكشف أسباب وظروف وفاة طفلهم، وسوف يتقدّمون بشكوى قضائية في حقّ إدارة المستشفى والفريق الطبّي بجرم التسبّب بالوفاة والإهمال الطبّي”. كما ناشدت العشيرة مدّعي عام التمييز “التحرّك سريعاً والتحقيق الفوري وضبط كاميرات المراقبة وغيرها من الإجراءات القانونية لكي لا تكثر حالات الوفاة المتكرّرة”.