أنتم البداية والنهاية.
إخوتي وأخواتي، في أحلك الظروف التي يمرّ بها لبنان إخترتم طوعاً العيش بحريّة وحسب قناعاتكم وأبَيْتُم إلا أن تكونوا نور هذه الأرض. كل شابٍ وشابةٍ من موقعه طالباً كان أو بعمله ما بَخِلتُم يوماً علينا وعلى الوطن. نحن مدينون لكم بضوء الأمل الذي لا نزال نتأمّله بهذا البلد.
أمشوا بخطى ثابتة وواثقة نحو العُلا فأنتم أبناء المسيح وهو الذي قال لنا “أنا نور العالم، من يتبعني لا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة” (يوحنا 8:12). مرّ أجدادكم وآباؤكم بأيامٍ بائِسة وفي بعض الأحيان أضاعوا البوصلة لبُرهة ولكن بإيمانٍ لم يتزعزع يوماً وعزيمةٍ لا تلين أثمروا شبّاناً وشاباتاً كالصخر في قلوبهم، عزيمتهم كالجبال لا تلين أمام عواصف الحياة. فالمال ليس معياراً لكم، بل تُفَضِّلون قيم يسوع المسيح السامية. ألقاكم من كان يجب أن يكون الأحنّ عليكم “لبنان” في نيران التحديات، لتُبَرهنوا عن الذهب المتألق في داخل كل واحد منكم. أنتم مستحقون أن تكونوا القادة والقُدوة.
مهما قست عليكم الحياة الدُنيَا ومهما حاولوا نشر بِدَعٍ غريبة لمحاولة إبعادكم عن الله ومهما كانت إغرائات الحياة كثيرة عودوا الى الكتاب المقدّس ويسوع فهو الذي قال لنا “لا تخافوا، قلبكم لا يضطرب. آمنوا بالله، وآمنوا بي. في بيت أبي، مساكن كثيرة. ولو كان ذلك لا، آتيكم وأقول لكم، فقد ذهبت لأُعِدَّ لكم مكانا. وإن ذهبت وأعددت لكم مكانا، فإني آتي وآخذكم إليّ لكي حيث أكون أنا تكونوا أنتم أيضًا.” (يوحنا 14: 1-3) أبقوا معه فهو الطريق والحق والحياة. ما يحاولون نشره من تعاليم بعيدة عن الدين المسيحي لن توصل إلّا إلى تفكُّك المجتمع فحافظوا على روحكم الطيبة النظيفة لتزهروا حبّاً وحياة.
لا تنتظروا الأحزاب والكنيسة فهم يقومون بدورهم بحسب قُدراتهم. كونوا شباباً فاعِلاً ومبادِراً، بإختصار كونوا الأمل. أعيدوا تقاليد مجتمعنا القديمة ولا تَستَحوا بها بل تفاخروا بماضيكم منطلقين منه نحو مستقبلكم. الأحزاب والأشخاص يذهبون ولكنّ مجتمع مقاوِم يبقى لآلاف السنين. جذوركم طيّبة مسقيّة بعرق ودم المقاومين. كونوا ثمارها الذكية، فهي أبقَتكُم في هذه الأرض وتستمرّ اليوم وغداً بكم. بادروا إجتماعياً ودينياً وكونوا قدوةً للكبار، فلا وجود وإستمرارية لمجتمع يعيش فقط على شيبه دون شبابه.
زمن ميلاد المسيح هو زمن الشُبان والشابات المسيحي الذي لا ينضَب. أنظروا في عيون أهلكم وإخوتكم وأخواتكم وهَلُمّوا لإنطلاقةٍ جديدة لا تقبل بالواقع الذي أنتم فيه بل دائماً وأبداً قولوا “نحن هنا”. تفاءلوا دائماً وصلّوا باستمرار فأنتم يدُ الله على الأرض.
عيد ميلاد مجيد وسنة جديدة مليئة بالسلام والبركات.