روسيا تدعم رئيساً يتواصل مع العرب… ولا تفرض فرنجيّة

يبقى الموقف الروسي على خط الاستحقاق الرئاسي بارداً، وبمعنى آخر أن موسكو لا تتدخل بالشؤون اللبنانية واستحقاقاتها على غرار الدول الأخرى، وهذا معتمد منذ سنوات طويلة، حتى منذ أيام الاتحاد السوفياتي، وصولاً الى اليوم، على الرغم من علاقاتها ودورها ونفوذها.

لكن لا يخفى، وفق المعلومات المتوفّرة لموقع mtv، أن لموسكو اتصالات على أكثر من خط وهي من خلال العائدين من العاصمة الروسية تدعم وتحبّذ وصول رئيس تيار الردة النائب السابق سليمان فرنجيّة الى رئاسة الجمهورية، وهو الذي زارها مراراً وتربطه بقادتها صداقة متينة يعبر عنها المسؤولون الروس الذين يتواصلون مع بعض القوى السياسية اللبنانية لكنهم لم يفرضوا فرنجية أو يتداولون باسمه مع هذه العاصمة وتلك أو مع مسؤولين لبنانيين، انما رغبتهم تقضي بأن يكون هناك رئيس للجمهورية على علاقة وطيدة بمختلف الدول العربية وذلك سيساعد على ربط تلك العلاقة مع دول الخليج وسواها.

هذا على خط الاستحقاق الرئاسي، أما في مجالات أخرى فإنّ الروس المنهمكين والمنشغلين بحربٍ قد تكون عالمية ثالثة أي التي يخوضونها ضد أوكرانيا، فهم في الوقت عينه يقومون بدور على الصعيد اللبناني في مجال الدعم والمساندة من خلال مساعدات تتمثل بارسال شحنات من الحبوب والنفط الى لبنان وتأخذ أبعاداً إنسانية واجتماعية، وكانت لهم زيارات ووفود من اجل إعادة اعمار مرفأ بيروت لكن هذه المسألة متوقفة وليس هناك ما يشي بأي تحرك في هذا الإطار. إضافةً الى دور العاصمة الروسية في مسألة النازحين السوريين، اذ هناك اتصالات مع الدول المعنية بإعادة النازحين الى بلادهم.

ولا يخفى على أحد أنّ هذا الملف له صلة واضحة ووثيقة بين واشنطن وموسكو من أجل انجاز هذا الموضوع الذي له أبعاد إقليمية ودولية كما يشير أكثر من مصدر معني.
من هنا، يكمن دور روسيا في هذه العناوين وما من موفدٍ روسي الى لبنان في هذه المرحلة لأن الحرب مع أوكرانيا تشغلها ولا تتدخل في الاستحقاق الرئاسي، ورغباتها واضحة لناحية إتمام الإستحقاق الرئاسي وانتظام عمل المؤسسات، كما يقول دائماً عائدون من موسكو.

زر الذهاب إلى الأعلى