شعب بلا دولة،

لا يمكن لعائلة أو شركة أو مؤسسة أن تستمر أو تزدهر من دون إدارة وتوزيع المسؤوليات فكيف الحال بالنسبة لشعب بأكمله من دون دولة ترعى شؤونه وتحكم في خلافاته وتضبط تصرفاته بتطبيق القوانين التي لا يمكن إلا أن تكون حزمة كاملة غير انتقائية تطال الجميع على قدر المساواة في الحقوق والواجبات…

هكذا يعيش الشعب اللبناني في ظل هذه الفوضى وعلى قارعة شريعة الغاب ولولا مبادرة القوى المحلية إلى ملء ما أمكن من الفراغ الذي يسببه غياب الدولة لكان الوضع أسوأ بكثير، ولأنني إبن البيئة المسيحية أقول أن وجود القوات اللبنانية هو الذي يحمي هذه البيئة ويمنع انهيارها ضمن الإمكانيات المتوافرة والتي بطبيعة الحال لا يمكن أن تغطّي كل واجبات الدولة، ولو توفرت للقوات مداخيل الدولة لكانت وفّرت لبيئتها ومجتمعها حياة لائقة أكثر بكثير من الدولة الفعلية القائمة بكافة مؤسساتها…

لسنا في “جنة الحكم” ولكن ما تقوم به القوات يحول دون الإنزلاق إلى نار جهنم، لسنا بالف خير ولكننا لسنا بألف شر كذلك الأمر، لا تستهينوا بالشعب اللبناني ولا تقللوا من مستوى العمل الجبار الذي تقوم به القوات وتخيّلوا فقط لو لم تكن القوات اللبنانية موجودة اليوم لكان مجتمعنا أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الإندثار كجماعة وإما البحث عن ما يشبه القوات اللبنانية…

نحن هنا باقون، نقاوم، نصمد وما على مجتمعنا إلا الوقوف خلف القوات لتحميهم وليس ليحموها، أو الإندثار!

زر الذهاب إلى الأعلى