وهكذا أسرينا من الصّويري إلى عين زبدة، ومنها عرجنا إلى الفرح.
كان الصّليب سلّم المؤمنين الّذين صعدوا من ساحتها إلى السناء.
تجمّعنا على الحب، ولم نجتمع على سواه.
كان كلّ شيء لبنانيًا. كما عيد الصّليب.
كبّة بطاطا وأكلات قرويّة، وأيد تبسط أكفّها للسّلام، وقلوب تضيء عتم المكان بابتسامات الوجوه المشتعلة ترحيبًا.
فاض النّور.. وراحت الموسيقا تدني القلوب من القلوب، والسّماء من الأرض.
“إلن إنك لبناني، وأنا مش سودا بس الليل، سودني بثيابوا” وما تلاها من صلوات الرحابنة النّغمية، جميعها وضعتني في قلب لبنان، ووضعته في وجداني.
شربل وإيلي وخليل وعمر وفيرا ومحمد وعلي وجورج وكريم وغادة وبيار وطوني وغيرهم دبكنا وغنّينا وتلاقينا على الصّفاء.
اخضر صليب الكنيسة المجاورة، وتسامق علوه، حتى أورق شرارات أضاءت سواد ليل، اشتدّ حضوره،
فاشرأبّت أعناقنا صوب اللّه شكرًا وحمدًا على نعم المحبّة.
ارتفعت عين زبدة، وعلت، وانحنى الباروك لسموها، فأطلت على لبنان كلّه. تعلن للخلق حبّها حين حلوله.
لعلّ العيد يجعل من الإنسان إنسانا.
ومتى صار الإنسان إنسانًا إلّا على الصّليب؟!
كلُ عيد صليب وأنتم بخير
وشكرًا لك عين زبدة، شكرًا للرفاق،
شكرًا لله على وجودكم في روحي وفي عين زبدة وفي وطني.