فتح باب التطوع لمواجهة “ الحزب”

أثبتت القوات اللبنانية أنها إضافة إلى تصميمها وإصرارها على مواجهة منظومة الفساد والسلاح معاً، فهي تملك القدرة على ذلك بالأفعال وليس بالأقوال والحملات والمواسم الإنتخابية فحسب، تاريخ القوات هو ملكنا وشأننا ومجدنا ولا نضعه في مواجهة أو في خدمة مرحلة ظرفية ولكنه موجود في جميع المراحل، إنما نضعه حالياً في خزنتنا التي نملك فيها أثمن ممتلكاتنا لنتحدّث عن الحاضر، باستثناء تفصيل واحد أرغب بتناوله، وهو حاجز البربارة وربطة الخبز:

قد تكون هذه المرة الألف التي نتكلم بها عن هذا الحاجز مقابل عشرات آلاف المرات من الروايات المجتزأة والمرتبطة بربطة الخبز، في تلك المرحلة كانت هناك كوتا حددتها وزارة الإقتصاد لكل منطقة من لبنان المقسّم تكفي لاستهلاكها، بينما كان البعض يقوم بتهريب الخبز إلى سوريا في مناطق الشمال، وكان بعض المهرّبين يلجأون إلى المناطق الشرقية بالتعاون مع بعض قاطنيها (عالأرجح أصبحوا عونيين) لشراء كميات الخبز وتهريبها أو تعويض النقص الناجم عن التهريب في مناطق الشمال، وكانت مهمة عناصر حاجز البربارة منع التهريب وبقرار وزاري، وعلى عكس ما يشاع فالقوات لم تكن تصادر الخبز، بل كانت توزّع الكميات على السيارات العابرة على الحاجز، وفعلياً كانت القوات توزّع ربطات الخبز ولا “تشلّح” الربطة.

هذا دليل على قدرة القوات ومرونتها في تنفيذ القرارات واستلام الخبز وتوزيعه من دون أن تأكل نصفه، والأمر نفسه سيتكرر في حال فوز القوات بأكثرية نيابية مسيحية تسمح لها باستلام وزارة الدفاع مثلاً، فوزيرها يملك الإرادة والقدرة لإعطاء أوامر صريحة للجيش اللبناني بالسيطرة على الحدود ووقف التهريب، ونثق أكثر من الرئيس وقائد الجيش السابق بقدرة الجيش على تنفيذ المهمة متى تأمن له الغطاء السياسي، و”الحزب” لن يشتبك مع الجيش لمنعه التهريب، وهذا جواب بسيط على سؤال “شو رح تقدروا تغيّروا”؟

هذه المواجهة الشاملة تتطلّب كتلة نيابية وازنة، كتلة القوات حتى الآن تتفوق على كتلة الغطاء المسيحي للحزب في الإنتخابات القادمة وزيادة هذا التفوّق مرتبط بالناخبين لتعزيز قدرة القوات على مواجهة الناهبين، إنضموا إلى مواجهة “الحزب” بخطوة بسيطة هي بمثابة التطوع في المواجهة، إمنحوا القوات اللبنانية ثقتكم وأصواتكم وهي ستمنحكم قوتها وقواتها لحماية ما تبقّى من مصالحكم، واستعادة ما خسرتم وخسرنا تدريجياً، فلبنان مكبّل والمجرم حرّ طليق.

Exit mobile version