فراس حمدان الذي اخترقت رصاصة السلطة صدره… نعم أصبح نائباً في برلمان 2022

هو الثائر الذي أصبح نائباً. رحلة طويلة من الاحتجاجات والضرر الجسدي الذي تعرّض له فراس، من ضمنها إصابات بليغة في جسده خلال إحدى الاشتباكات لدخول ساحة النجمة، أثمرت في الانتخابات وأوصلته إلى النيابة ليدخل هذه الساحة نائباً يحمل شعار التغيير.

فراس حمدان، 33 عاماً، هو محامي وناشط سياسي من بلدة الكفير- قضاء حاصبيا. درس الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، وهو حائز على شهادة ماجستير في القانون.

انخرط فراس بالعمل السياسي باكراً، وتابع الأحداث والقضايا التي عصفت بلبنان، لا سيما ملف الجامعة اللبنانية منذ أن كان طالباً فيها. وشارك في لقاءات دعم حركات الربيع العربي، وحملات إسقاط النظام الطائفي عام ٢٠١١، والمطالبة بقانون مدني موحد للأحوال الشخصية، إضافةً لعدد من القضايا المعيشية مثل رفع الحد الأدنى للأجور.

وخلال انتفاضة 17 تشرين، تعرّض فراس إلى بطش أمني وعنف مارسته السلطة السياسية – عبر أجهزتها الأمنية – تجاه المتظاهرين. لذلك، انخرط بالعمل مع لجنة “المحامين للدفاع عن المتظاهرين”. حينها، كان يقضي فراس أغلب وقته مع زملائه المحامين في المخافر لإخلاء سبيل الموقوفين وتوثيق الانتهاكات.
ومع حلول انتخابات نقابة المحامين بعد الانتفاضة، خاض فراس المعركة بوجه السلطة منتقلاً من الساحات إلى النقابات المهنية. هنا، عمل فراس مع مجموعة من محامي 17 تشرين إلى جانب النقيب السابق ملحم خلف من أجل استعادة النقابة من أحزاب السلطة. وشارك في أنشطة نقابية أبرزها ملف السجون. وقد كرّمت النقابة فراس على خدماته، وسلّمه النقيب خلف درعاً تقديرياً.

كان ثمن النضال رصاصة في قلب فراس. وشكّل تاريخ 8 آب 2020 يوماً مفصليّاً في حياة فراس الذي اخترقت قلبه رصاصة لا تزال شظاياها تسكنه. أصيب فراس، عندما كان يصوّر الأحداث، برصاصة لم يتمكن الجراحون من إزالتها، ونُقل إلى المستشفى فاقداً الوعي وأُجريت له جراحة القلب المفتوح، لكن الأطباء لم يتمكنوا من استخراج الحبيبات، في عملية تركت ندبة طويلة في صدره.

بقيت الشظية في قلبه مدى الحياة، وتأكّد أنّ معركته مع هذا النظام باتت أبدية. وبينما جمعت ساحات 17 تشرين لبنانيين من مختلف الطوائف والمناطق سعوا للتغيير. وشكّلت هذه الظروف فرصة لدى فراس للترشّح للانتخابات عن المقعد الدرزي في دائرة الجنوب الثالثة وفي حاصبيا – مرجعيون، بهدف التغيير وإحراز الفرق. وفعلاً فعلها فراس، وسجّل خرقاً في دائرة لم يخرقها مرشح منذ 30 عامتً. وكان فوزه بهذا المقعد أول خطوة من خطوات التغيير الذي سعى إليه.

Exit mobile version