فرنجية يتفوّق على باسيل في السباق إلى بعبدا… لهذه الأسباب!

من حيث التوقيت والشكل والمضمون، شكّلت زيارة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى موسكو علامة فارقة، تمكنت من خطف الاضواء “الرئاسية” باكرا، وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، وأقلقت طبعا الطامحين الى الجلوس على كرسي بعبدا، وعلى رأسهم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.

فمن حيث الشكل، استقبل فرنجية ووفدَ “المردة” الذي ضم الوزير السابق روني عريجي، والنائب السابق كريم الراسي وأنطوان مرعب، وزيرُ الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أعرب عن حرص موسكو على مساعدة لبنان في تجاوز المشاكل التي تعرقل تطوره في السنوات الأخيرة. كما اجتمع فرنجية في مقر الخارجية الروسية، مع الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية في الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ورئيس قسم لبنان وسوريا أندريه بانوف حيث تم التشديد على اهمية العلاقات والروابط بين لبنان وروسيا كما تخلل الاجتماع تبادل للاراء حول قضايا الساعة.

اما من حيث المضمون، فمواقف روسية لافتة ايضا من حيث “الحرارة” والود في الحديث عن فرنجية. فقد أشار لافروف وفق بيان صادر عن الخارجية الروسية إلى أهمية الدور الذي كان ولا يزال يلعبه تيار “المردة” في تطوير الدولة اللبنانية المعاصرة، وأكد “نحن مهتمون بالإصغاء إلى تقييماتكم وطرح رأينا إزاءها، والذي لا يقف وراءه دائما، كما أؤكد مرة أخرى، إلا الرغبة في مساعدة أصدقائنا اللبنانيين”. وقال لافروف “نريد بصراحة مساعدة أصدقائنا اللبنانيين في حلّ المشاكل التي تصرف انتباهكم في السنوات الأخيرة بشكل أو بآخر عن الأغراض النافعة وتطوير دولتكم وتعزيز أمنها”.

هذه المعطيات، تؤكد وفق المصادر، ان فرنجية سجّل نقطة في مرمى باسيل وتفوَّق عليه في السباق الى قصر بعبدا. فزيارة الزعيم الزغرتاوي الى موسكو، تأتي غداة الافطار الذي اقامه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله وجمع خلاله فرنجية بباسيل، وقد افيد ان نصرالله استبقى فرنجية في حارة حريك، لمواصلة المشاورات معه عقب مغادرة رئيس التيار الوطني، الامر الذي أشّر الى ان موقع فرنجية متقدّم على موقع باسيل في حسابات الحزب “الرئاسية”.

اضافة الى ذلك، تلفت المصادر الى دور لعبه رئيس تيار المستقبل سعد الحريري عبر مستشاره الموجود في موسكو جورج شعبان لتأمين زيارة فرنجية لروسيا، ما يدل ايضا على ان الاخير يحظى بدعم سني (وإن كان الحريري علّق عمله السياسي) بالحد الادنى لترشيحه، فيما باسيل معرّى تماما من هذا الدعم.

اخيرا، تشير المصادر الى ان استقبال فرنجية في موسكو ومرونة الدول الخليجية والعربية وحتى الاروربية والاميركية في التعاطي معه، تشكل كلّها نقاطا لصالحه يتقدّم فيها على باسيل، الذي تفرض عليه واشنطن عقوبات والذي لا ترتاح اليه العواصم الخليجية وحتى روسيا التي لم تستقبله مرة في السنوات الماضية.

فهل يمكن ان نؤكد منذ اليوم ان فرنجية سيكون رئيسا للجمهورية في حال تمكّن الحزب من الفوز بالاكثرية مجددا في 15 ايار؟ ام ان باسيل يعدّ العدة للمواجهة؟!

زر الذهاب إلى الأعلى